عن محمد بن إسحاق بنحو حديث سيف هذا غير أنه قال دعا خالد بمجاعة ومن أخذ معه حين أصبح فقال يا بنى حنيفة ما تقولون قالوا نقول منا نبي ومنكم نبي فعرضهم على السيف حتى إذا بقى منهم رجل يقال له سارية بن عامر ومجاعة بن مرارة قال له سارية أيها الرجل إن كنت تريد بهذه القرية غدا خيرا أو شرا فاستبق هذا الرجل يعنى مجاعة فأمر به خالد فأوثقه في الحديد ثم دفعه إلى أم تميم امرأته فقال استوصى به خيرا ثم مضى حتى نزل اليمامة على كثيب مشرف على اليمامة فضرب به عسكره وخرج أهل اليمامة مع مسيلمة وقد قدم في مقدمته الرحال (قال أبو جعفر) هكذا قال ابن حميد بالحاء بن عنفوة بن نهشل وكان الرحال رجلا من بنى حنيفة قد كان أسلم وقرأ سورة البقرة فلما قدم اليمامة شهد لمسيلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان أشركه في الامر فكان أعظم على أهل اليمامة فتنة من مسيلمة وكان المسلمون يسألون عن الرحال يرجون أنه يثلم على أهل اليمامة أمرهم باسلامه فلقيهم في أوائل الناس متكتبا وقد قال خالد بن الوليد وهو جالس على سريره وعنده اشراف الناس والناس على مصافهم وقد رأى بارقة في بنى حنيفة أبشروا يا معشر المسلمين فقد كفاكم الله أمر عدوكم واختلف القوم إن شاء الله فنظر مجاعة وهو خلفه موثقا في الحديد فقال كلا والله ولكنها الهندوانية خشوا عليها من تحطمها فأبرزوها للشمس لتلين لهم فكان كما قال فلما التقى المسلمون كان أول من لقيهم الرحال بن عنوة فقتله الله * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن شيخ من بنى حنيفة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما وأبو هرير ورحال بن عنفوة في مجلس عنده لضرس أحدكم أيها المجلس في النار يوم القيامة أعظم من أحد (قال أبو هريرة) فمضى القوم لسبيلهم وبقيت أنا ورحال بن عنفوة فما زلت لها متخوفا حتى سمعت بمخرج رحال فأمنت وعرفت أن ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حق ثم التقى الناس ولم يلقهم حرب قط مثلها من حرب العرب فاقتتل الناس قتالا شديدا حتى انهزم المسلمون وخلص بنو حنيفة إلى مجاعة والى خالد فزال خالد عن فسطاطه ودخل أناس الفسطاط
(٥١٠)