قال ثم إن سجاح خرجت في جنود الجزيرة حتى بلغت النباج فأغار عليهم أوس بن خزيمة الهجيمي فيمن تأشب إليه من بنى عمرو فأسر الهذيل أسره رجل من بنى مازن ثم أحد بنى وبر يدعى ناشرة وأسر عقة أسره عبدة الهجيمي وتحاجزوا على أن يترادوا الاسرى وينصرفوا عنهم ولا يجتازوا عليهم ففعلوا فردوها وتوثقوا عليها وعليهما أن يرجعوا عنهم ولا يتخذوهم طريقا إلا من ورائهم فوفوا لهم ولم يزل في نفس الهذيل على المازني حتى إذا قتل عثمان بن عفان جمع جمعا فأغار على سفار وعليه بنو مازن فقتلته بنو مازن ورموا به في سفار ولما رجع الهذيل وعقة إليها واجتمع رؤساء أهل الجزيرة قالوا لها ما تأمريننا فقد صالح مالك ووكيع قومهما فلا ينصروننا ولا يريدوننا على أن نجوز في أرضهم وقد عاهدنا هؤلاء القوم فقالت اليمامة فقالوا إن شوكة أهل اليمامة شديدة وقد غلظ أمر مسيلمة فقال عليكم باليمامة ودفوا دفيف الحمامة فإنها غزوة صرامة لا يلحقكم بعدها ملامة فنهدت لبنى حنيفة وبلغ ذلك مسيلمة فهابها وخاف إن هو شغل بها أن يغلبه ثمامة على حجر أو شرحبيل بن حسنة أو القبائل التي حولهم فأهدى لها ثم أرسل إليها يستأمنها على نفسه حتى يأتيها فنزلت الجنود على الامواه وأذنت له وآمنته فجاءها وافدا في أربعين من بنى حنيفة وكانت راسخة في النصرانية قد علمت من علم نصارى تغلب فقال مسيلمة لنا نصف الأرض وكان لقريش نصفها لو عدلت وقد رد الله عليك النصف الذي ردت قريش فحباك به وكان لها لو قبلت فقالت لا يرد النصف إلا من حنف فاحمل النصف إلى خيل تراها كالسهف فقال مسيلمة سمع الله لمن سمع وأطمعه بالخير إذ طمع ولا زال أمره في كل ما سر نفسه يجتمع رآكم ربكم فحياكم ومن وحشة خلاكم ويوم دينه أنجاكم فأحياكم علينا من صلوات معشر أبرار لا أشقياء ولا فجار يقومون الليل ويصومون النهار لربكم الكبار رب الغيوم والأمطار وقال أيضا لما رأيت وجوههم حسنت وأبشارهم صفت وأيديهم طفلت قلت لهم لا النساء تأتون ولا الخمر تشربون ولكنكم معشر أبرار تصومون يوما وتكلفون يوما فسبحان الله إذا جاءت الحياة
(٤٩٨)