فأخذته غيرة شديدة فجعل يدق في رقبتي وكفكفته عنى وخرجت فأتيت أصحابي بالذي صنعت وأيقنت بانقطاع الحيلة عنا فيه إذ جاءنا رسول المرأة أن لا يكسرن عليكم أمركم ما رأيتم فإني قد قلت له بعد ما خرجت ألستم تزعمون أنكم أقوام أحرار لكم أحساب قال بلى فقلت جاءني أخي يسلم على ويكرمني فوقعت عليه تدق في رقبته حتى أخرجته فكانت هذه كرامتك إياه فلم أزل ألومه حتى لام نفسه وقال أهو أخوك فقلت نعم فقال ما شعرت فأقبلوا الليلة لما أردتم قال الديلمي فاطمأنت أنفسنا واجتمع لنا أمرنا فأقبلنا من الليل أنا وداذويه وقيس حتى ندخل البيت الأقصى من النقب الذي نقبنا فقلت يا قيس أنت فارس العرب ادخل فاقتل الرجل قال إني يأخذني رعدة شديدة عند البأس فأخاف أن أضرب الرجل ضربة لا تغنى شيئا ولكن ادخل أنت يا فيروز فإنك أشبنا وأقوانا قال فوضعت سيفي عند القوم ودخلت لأنظر أين رأس الرجل فإذا السراج يزهر وإذا هو راقد على فرش قد غاب فيها لا أدرى أين رأسه من رجليه وإذا المرأة جالسة عنده كانت تطعمه رمانا حتى رقد فأشرت إليها أين رأسه فأشارت إليه فأقبلت أمشى حتى قمت عند رأسه لأنظر فما أدرى أنظرت في وجهه أم لا فإذا هو قد فتح عينيه فنظر إلى فقلت إن رجعت إلى سيفي خفت أن يفوتني ويأخذ عدة يمتنع بها منى وإذا شيطانه قد أنذره بمكاني وقد أيقظه فلما أبطأ كلمني على لسانه وانه لينظر ويغط فأضرب بيدي إلى رأسه فأخذت رأسه بيد ولحيته بيد ثم ألوى عنقه فدقتها ثم أقبلت إلى أصحابي فأخذت المرأة بثوبي فقالت أختكم نصحتكم قلت قد والله قتلته وأرحتك منه قال فدخلت على صاحبي فأخبرتهما قالا فارجع فاحتز رأسه فائتنا به فدخلت فبربر فألجمته فحززت رأسه فأتيتهما به ثم خرجنا حتى أتينا منزلنا وعندنا وبر بن يحنس الأزدي فقام معنا حتى ارتقينا على حصن مرتفع من تلك الحصون فأذن وبر بن يحنس بالصلاة ثم قلنا ألا إن الله عز وجل قد قتل الأسود الكذاب فاجتمع الناس إلينا فرمينا برأسه فلما رأى القوم الذين كانوا معه أسرجوا خيولهم ثم جعل كل واحد منهم يأخذ
(٤٧٢)