بنو عبيد وصلبوه في السنة، وسمعت الدارقطني يذكره ويبكي ويقول: كان يقول وهو يسلخ كان ذلك في الكتاب مسطورا، وقال أبو القاسم: قال لنا أبو محمد الأكفاني فيها، يعني سنة 363، توفي العبد الصالح الزاهد أبو بكر محمد بن أحمد بن سهل ابن نصر الرملي ويعرف بابن النابلسي، وكان يرى قتال المغاربة وبغضهم وأنه واجب فكان قد هرب من الرملة إلى دمشق فقبض عليه الوالي بها أبو محمد الكناني صاحب العزيز أبي تميم بدمشق وأخذه وحبسه في شهر رمضان سنة 363، وجعله في قفص خشب وحمله إلى مصر، فلما حمله إلى مصر قيل له: أنت قلت لو أن معي عشرة أسهم لرميت تسعة في المغاربة وواحد في الروم! فاعترف بذلك وقال: قد قلته، فأمر أبو تميم بسلخه، فسلخوه وحشوا جلده تبنا وصلبوه، وعن أبي الشعشاع المصري قال: رأيت أبا بكر النابلسي في المنام بعدما قتل وهو في أحسن هيئة فقلت له: ما فعل الله بك؟ فأنشد يقول:
حباني مالكي بدوام عز، * وأوعدني بقرب الانتصار وقربني وأدناني إليه، * وقال أنعم بعيش في جواري وإدريس بن يزيد أبو سليمان النابلسي سكن العراق وحكى عن أبي تمام وكان أديبا شاعرا، وقال أبو بكر الصولي: لقيني أبو سليمان النابلسي في مربد البصرة فقلت له: من أين؟ فقال: من عند أميركم الفضل بن عباس حجبني فقلت أبياتا ما سمعها بعد مني، فقلت: أنشدنيها، فأنشدني:
لما تفكرت في حجابك * عاتبت نفسي على حجابك فما أراها تميل طوعا * إلا إلى اليأس من ثوابك قد وقع اليأس فاستوينا، * فكن كما كنت باحتجاجك فإن تزرني أزرك أو إن * تقف ببابي أقف ببابك والله ما أنت في حسابي * إلا إذا كنت في حسابك قال: وحجبني الحسن بن يوسف اليزيدي فكتبت إليه:
سأترككم حتى يلين حجابكم، * على أنه لا بد أن سيلين خذوا حذركم من نوبة الدهر، إنها * وإن لم تكن حانت فسوف تحين نابع: بكسر الباء الموحدة، وعين مهملة، اسم الفاعل من نبع ينبع: موضع بقرب مدينة الرسول، صلى الله عليه وسلم.
نابل: بعد الألف باء موحدة، ولام، قال أبو طاهر السلفي: أنشدنا أبو العباس أحمد بن علي بن عمار النابلي بالثغر وسألته عن نابل فقال: إقليم من أقاليم إفريقية بين تونس وسوسة، فقال:
كم قد وشت، لكن كفيت لسانها، * عين رقت للدمع حتى خانها أودعتها سر الهوى فوشت به، * ما كل من منح السرائر صانها قال: وروى من أهل نابل الحديث محمد بن عبد الحميد النابلي وأبوه عبد الحميد عبد المنعم بن عبد القادر النابلي وأبوه.