ومنهن أن لا أستطيع كلامه * ولا وده حتى يزول عوارض منهن أن لا يجمع الغزو بيننا * وفي الغزو ما يلقى العدو المباغض ويروى لمجنون ليلى:
ألا ليت شعري عن عوارضتي قنا * لطول التنائي هل تغيرتا بعدي وهل جارتانا بالثقيل إلى الحمى * على عهدنا أم لم تدوما على العهد وعن علويات الرياح، إذا جرت * بريح الخزامي، هل تدب إلى نجد وعن أقحوان الرمل ما هو فاعل * إذا هو أسرى ليلة بثرى جعد وهل ينفضن الدهر أفنان لمتي * على لاحق المتنين مندلق الوخد وهل أسمعن الدهر أصوات هجمة * تحدر من نشز خصيب إلى وهد؟
عوارض: جمع عارض، وقد تقدم اشتقاقه، وهذه يقال لها عوارض الرجاز: اسم بلد.
عوارم: بضم أوله، وبعد الألف راء ثم ميم، يجوز أن يكون من العرم الذي تقدم تفسيره، ويجوز أن يكون من العرم وهو كل ذي لونين من كل شئ، أو من قولهم: يوم عارم إذا كان نهاية في البرد نهاره وليله: وهو هضبة وماء لبني جعفر، ورواه بعضهم عوارم جمع عارم: وهو حد الشئ وشدته، من قولهم: يوم عارم كما تقدم، قال الشاعر:
على غول وساكن هضب غول * وهضب عوارم مني السلام وقال نصر: عوارم: جبل لبني أبي بكر بن كلاب.
عوارة: قال أبو عبيدة: عوارة ماء لبني سكين، وسكين: وهط من فزارة منهم ابن هبيرة، قال النابغة:
وعلى عوارة من سكين حاضر * وعلى الدثينة من بني سيار هكذا رواية أبي عبيدة الدثينة، بضم الدال، وغيره يرويه بفتحها وكسر الثاء، قال نصر: عوارة بشاطئ الجريب لفزارة.
العواصم: هو جمع عاصم، وهو المانع، ومنه قوله تعالى: لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم، وهو صفة فلذلك دخله الألف واللام، والعواصم: حصون موانع وولاية تحيط بها بين حلب وأنطاكية وقصبتها أنطاكية، كان قد بناها قوم واعتصموا بها من الأعداء وأكثرها في الجبال فسميت بذلك، وربما دخل في هذا ثغور المصيصة وطرسوس وتلك النواحي، وزعم بعضهم أن حلب ليست منها، وبعضهم يزعم أنها منها، ودليل من قال إنها ليست منها أنهم اتفقوا على أنها من أعمال قنسرين، وهم يقولون: قنسرين والعواصم، والشئ لا يعطف على نفسه، وهو دليل حسن، والله أعلم، وقال أحمد بن محمد بن جابر:
لم تزل قنسرين وكورها مضمومة إلى حمص حتى كان زمان يزيد بن معاوية فجعل قنسرين وأنطاكية ومنبج وذواتها جندا فلما استخلف الرشيد أفرد قنسرين بكورها فصيرها جندا وأفرد منبج ودلوك ورعبان وقورس وأنطاكية وتيزين وما بين ذلك من الحصون فسماها العواصم لان المسلمين كانوا يعتصمون بها فتعصمهم وتمنعهم من العدو إذا انصرفوا من غزوهم وخرجوا من الثغر، وجعل مدينة العواصم منبج وأسكنها عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد