باب العين والزاي وما يليهما عزا: بكسر أوله، وتشديد ثانيه، والقصر، كفر عزا: ناحية من أعمال الموصل، يجوز أن يكون مأخوذا من العز وهو المطر الشديد وتكون الألف للتأنيث كأنه يراد به الأرض الممطورة.
العزى: بضم أوله في قوله تعالى: أفرأيتم اللات والعزى، اللات: صنم كان لثقيف، والعزى:
سمرة كانت لغطفان يعبدونها وكانوا بنوا عليها بيتا وأقاموا لها سدنة، فبعث النبي، صلى الله عليه وسلم، خالد بن الوليد إليها فهدم البيت وأحرق السمرة، والعزى تأنيث الأعز مثل الكبرى تأنيث الأكبر، والأعز بمعنى العزيز والعزى بمعنى العزيزة، وقال ابن حبيب: العزى شجرة كانت بنخلة عندها وثن تعبده غطفان وسدنتها من بني صرمة بن مرة، قال أبو منذر بعد ذكر مناة واللات: ثم اتخذوا العزى وهي أحدث من اللات ومناة، وذلك أني سمعت العرب سمت بها عبد العزى فوجدت تميم بن مر سمى ابنه زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة وعبد مناة بن أد، وباسم اللات سمى ثعلبة بن عكابة ابنه تيم اللات وتيم اللات بن رفيدة بن ثور وزيد اللات بن رفيدة بن ثور بن وبرة بن مر بن أد ابن طابخة وتيم اللات بن النمر بن قاسط و عبد العزى ابن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، فهي أحدث من الأولين، و عبد العزى بن كعب من أقدم ما سمت به العرب، وكان الذي اتخذ العزى ظالم بن أسعد، وكانت بواد من نخلة الشامية يقال له حراض بإزاء الغمير عن يمين المصعد إلى العراق من مكة، وذلك فوق ذات عرق إلى البستان بتسعة أميال، فبني عليها بسا، يريد بيتا، وكانوا يسمعون فيه الصوت، وكانت العرب وقريش تسمي بها عبد العزى، وكانت أعظم الأصنام عند قريش، وكانوا يزورونها ويهدون لها ويتقربون عندها بالذبائح، قال أبو المنذر: وقد بلغنا أن النبي، صلى الله عليه وسلم، ذكرها يوما فقال: لقد اهتديت للعزى شاة عفراء وأنا على دين قومي، وكانت قريش تطوف بالكعبة وتقول: واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى فإنهن الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجي، وكانوا يقولون بنات الله، عز وجل، وهن يشفعن إليه، فلما بعث رسوله، صلى الله عليه وسلم، أنزل عليه:
أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى، إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان، وكانت قريش قد حمت لها شعبا من وادي حراض يقال له سقام يضاهئون به حرم الكعبة، وقد ذكر سقام في موضعه من هذا الكتاب، وللعزى يقول درهم بن زيد الأوسي:
إني ورب العزى السعيدة والله * الذي دون بيته سرف وكان لها منحر ينحرون فيه هداياهم يقال له الغبغب، وقد ذكر في موضعه أيضا، وكانت قريش تخصها بالاعظام فلذلك يقول زيد بن عمرو بن نفيل، وكان قد تأله في الجاهلية وترك عبادتها وعبادة غيرها من الأصنام:
تركت اللات والعزى جميعا، * كذلك يفعل الجلد الصبور فلا العزى أدين ولا ابنتيها، * ولا صنمي بني عمرو أزور ولا هبلا أزور وكان ربا * لنا في الدهر، إذ حلمي صغير