الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٢ - الصفحة ١٧٦
توفي - رحمه الله - في (المدائن) سنة 36 بعد خلافة أمير المؤمنين - عليه السلام - بأربعين يوما (1) وأوصى ابنيه صفوان، وسعيدا بلزوم
(1) أورد سيدنا الحجة المحسن الأمين العاملي - رحمه الله - في (أعيان الشيعة:
ج 20 ص 247) طبع دمشق سنة 1364 ه - تحت عنوان (وفاته ومدفنه) ما هذا نصه:
" توفي بالمدائن في (5) صفر سنة 36 ه، وذلك بعد بيعة أمير المؤمنين علي - عليه السلام - بأربعين يوما، وكانت بيعته لخمس بقين من ذي الحجة سنة 35 ه وفي الاستيعاب (أي في ج 1 ص 278 بهامش الإصابة): مات حذيفة سنة 36 ه وقيل سنة 35 ه، والأول أصح، وفي المستدرك للحالكم (أي في ج 3 ص 380) طبع حيدر آباد دكن) بسنده عن محمد بن عبد الله بن نمير، قال: مات حذيفة سنة 36 ه، وقيل إنه مات بعد عثمان بأربعين ليلة، وبسنده عن محمد بن عمر (الواقدي): عاش حذيفة إلى أول خلافة علي - عليه السلام - سنة 36 ه وزعم بعضهم: أن وفاته كانت بالمدائن سنة 35 ه بعد مقتل عثمان بأربعين ليلة، ثم روى بسنده عن محمد بن جرير قال: هذا القول يعنى وفاته سنة 35 ه - خطأ وأظن لصاحبه إما أن يكون لم يعرف الوقت الذي قتل فيه عثمان، وإما أن يكون لم يحسن أن يحسب، وذلك لأنه لا خلاف بين أهل السير كلهم أن عثمان قتل في ذي الحجة من سنة 35 من الهجرة، وقالت جماعة منهم: قتل لاثنتي عشرة ليلة بقيت منه فإذا كان مقتل عثمان في ذي الحجة وعاش حذيفة بعده أربعين ليلة فذلك في السنة التي بعدها (إنتهى) (أي كلام الحاكم في المستدرك) وقال ابن الأثير (في حوادث سنة 36 ه): فيها ماتحذيفة بن اليمان بعد قتل عثمان بيسير، ولم يدرك الجمل، وفي تاريخ بغداد (للخطيب البغدادي) - في ترجمته - بسنده عن محمد بن سعد: جاء نعي عثمان وحذيفة بالمدائن، ومات حذيفة بها سنة 36 ه، اجتمع على ذلك محمد ابن عمر (الواقدي) والهيثم بن عدي، ثم روى بسنده عن بلال بن يحيى: عاش حذيفة بعد قتل عثمان بأربعين ليلة، وبسنده عن عمرو بن عليومحمد بن المثنى أبي موسى قالا: ماتحذيفة بن اليمان بالمدائن سنة 36 ه قبل قتل عثمان بأربعين ليلة وقولهما: قبل قتل عثمان، عثمان، خطأ لان عثمان قتل في آخر سنة 35 ه، وفي تاريخ دمشق (أي في ج 4 ص 103، طبع الشام) قال أبو نعيم: مات حذيفة بعد قتل عثمان بن عفان، وروي أنه عاش بعده أربعين ليلة، وأكثر الروايات أنه مات سنة 36 ه وقيل سنة 35، والله أعلم، وفي مروج الذهب (للمسعودي) (أي في ج 5 - ص 215) بهامش تاريخ الكامل طبع مصر سنة 1303 ه): وكان حذيفة عليلا بالمدائن في سنة 36 ه فبلغه قتل عثمان وبيعة علي - عليه السلام - (إلى أن قال) ومات حذيفة بعد هذا اليوم بسبعة أيام، وقيل بأربعين يوما، وفي طبقات ابن سعد (في ترجمته) قال محمد بن عمر (الواقدي): مات حذيفة بالمدائن بعد قتل عثمان، وجاء نعيه وهو يومئذ بالمدائن، ومات بعد ذلك بأشهر سنة 36 ه ".
هذا ما ذكره المؤرخون وأرباب المعاجم في سنة وفاة حذيفة، ولكن الأشهر أنها سنة 36 ه.
وقبر حذيفة بالمدائن مشهور معروف يزار، وكان قريبا من شط دجلة فخيف طغيان الماء عليه وانجرافه، فنقل ترابه إلى مشهدسلمان الفارسي - في زماننا هذا - وعمل له ضريح يزوره الناس.
والمدائن: ذكرها الحموي - المتوفى سنة 626 ه - في معجم البلدان بمادة (المدائن) فقال - بعد أن ذكر المدائن القديمة وأنها سبعة ووجه تسميتها بهذا الاسم -: "... فاما في وقتنا هذا، فالمسمى بهذا الاسم: بليدة شبيهة بالقرية، بينها وبين بغداد ستة فراسخ وأهلها فلاحون يزرعون ويحصدون، والغالب على أهلها التشيع على مذهب الإمامية وبالمدينة الشرقية قرب الإيوان (أي إيوان كسرى) قبرسلمان الفارسي - رضي الله عنه - وعليه يزار إلى وقتنا هذا... " وقال صفي الدين البغدادي المتوفى سنة 739 ه في (مراصد الاطلاع: ج 3 ص 243) طبع مصر سنة 1374 ه: "... والمدائن - في وقتنا هذا - بليدة صغيرة في الجانب الغربي من دجلة، وهي نهر شير، وأهلها روافض كلهم، وكانت دربجان قرية فوق هذه بقريب من فرسخ، وقد خربت الآن، وفي الجانب الشرقي الإيوان (أي إيوان كسرى)، وقبر سلمان الفارسيوحذيفة بن اليمان، يقصدهما الناس في كل سنة للزيارة في شعبان، وبالمشهدين ناس مقيمون بهما كالقرية ".
وفي (تاج العروس - شرح القاموس - للزبيدي بمادة: مدن) "... والمدائن مدينة كسرى قرب بغداد على سبعة فراسخ منها... وبها كان سلمان وحذيفة، وبها قبراهما ".
الحسين بن المختار القلانسي: من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام كثير الرواية عنهما. درج أقوال الرجاليين القدماء في توثيقه، حتى الشيخ في (فهرسته) إلا أنه في (رجاله) رماه بالوقف وتبعه ابن شهرآشوب وابن داود والعلامة. واعترض البهائي على الشيخ في ذلك. وبالنتيجة: إثبات توثيقه بعدة مؤيدات