الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٢ - الصفحة ٣١٨
باب الخاء خالد بن زيد بن كليب: أبو أيوب الأنصاري، من أعيان الصحابة وأعاظمهم، شهد (بدرا) و (العقبة) ونزل عليه رسول الله (ص) لما قدم المدينة، وبركت ناقته على باب داره، وكانت مأمورة، فأقام النبي (ص) عنده شهرا، حتى بنيت مساكنه ومساجده (1).
(١) راجع: سيرة ابن هشام بهامش شرحها (الروض الأنف) للسهيلي (ج ٢ ص ١٢) طبع مصر سنة ١٣٣٢ ه وأسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير الجزري (ج ٢ ص ٨٠)، والإصابة في تمييز الصحابة بهامشها الاستيعاب (ج ١ ص ٤٠٥) لابن حجر طبع مصر سنة ١٣٢٨ ه وتهذيب التهذيب له (ج ٣ - ص ٩١) طبع حيدر آباد دكن، والاستيعاب لابن عبد البر القرطبي بهامش الإصابة (ج ١ ص ٤٠٤)، والطبقات الكبرى لابن سعد (ج ١ ص ٢٣٦) طبع بيروت سنة ١٣٧٦ ه.
قال ابن حجر العسقلاني في ترجمته (ج ١ ص ٤٠٥) في باب الأسماء: " خالد ابن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن نجار، أبو أيوب الأنصاري النجاري، معروف باسمه وكنيته، وأمه هند بنت سعيد بن عمرو من بني الحارث بن الخزرج، من السابقين، روى عن النبي (ص) وعن أبي بن كعب، روى عنه البراء ابن عازب، وزيد بن خالد، والمقدام بن معدي كرب، وابن عباس، وجابر ابن سمرة، وانس وغيرهم من الصحابة، وجماعة من التابعين، شهد العقبة وبدرا وما بعدها، ونزل عليه النبي (ص) لما قدم المدينة فأقام عنده حتى بنى بيوته ومسجده، وآخى بينه وبين مصعب بن عمير، وشهد الفتوح وداوم الغزو واستخلفه علي (عليه السلام) على المدينة لما خرج إلى العراق، ثم لحق به بعد، وشهد معه قتالالخوارج، قال ذلك الحكم بن عيينة، وروي عن سعيد بن المسيب أن أبا أيوب أخذ من لحية رسول الله (ص) شيئا، فقال له: " لا يصيبك السوء يا أبا أيوب "، وأخرج أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عاصم - من طريق أبي الخير - عن أبي رهم: أن أبا أيوب حدثهم أن النبي (ص) نزل في بيته وكنت في الغرفة فهريق ماء في الغرفة فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا نتتبع الماء شفقا أن يخلص إلى رسول الله (ص) فنزلت إلى رسول الله (ص) وأنا مشفق فسألته فانتقل إلى الغرفة قلت: يا رسول الله كنت ترسل إلي بالطعام فأنظر فأضع أصابعي حيث أرى أثر أصابعك حتى كان هذا الطعام، قال: أجل إن فيه بصلا فكرهت أن آكل من أجل الملك، وأما أنتم فكلوا: وروى احمد - من طريق حبير بن نفير - عن أبي أيوب قال: لما قدم النبي (ص) المدينة اقترعت الأنصار: أيهم يؤويه فقرعهم أبو أيوب (الحديث) وقال ابن سعد: أخبرنا ابن علية عن أيوب عن محمد: شهد أبو أيوب بدرا ثم لم يتخلف عن غزاة المسلمين إلا وهو في أخرى إلا عاما واحدا استعمل وعلى الجيش شاب فقعد بعد ذلك، فقال: ما ضرني من استعمل علي فرض وعلى الجيش يزيد بن معاوية فاتاه يعوده فقال: ما حاجتك؟ قال: حاجتي إذا أنامت فاركب بي ما وجدت مساغا في ارض العدو فإذا لم تجد فادفني ثم ارجع ففعل، ورواه أبو إسحاق الفزاري عن هشام عن محمد، وسمى الشاب عبد الملك ابن مروان، ولزم أبو أيوب الجهاد بعد النبي (ص) إلى أن توفي في غزاة القسطنطينية سنة ٥٠ ه وقيل سنة ٥١ ه، وقيل سنة ٥٢ ه وهو الأكثر ".
ومثله ما ذكره في (تهذيب التهذيب: ج ٣ ص ٩١) طبع حيدر آباد دكن.
وذكر مثله ابن الأثير الجزري في (أسد الغابة) وابن عبد البر في (الاستيعاب) بتغيير يسير، وزاد قوله: "... وقبر أبي أيوب قرب سورها معلوم إلى اليوم معظم يستسقون به فيسقون ". وكذلك ابن سعد في (الطبقات الكبرى: ج ٣ ص ٤٨٤) طبع بيروت، وزاد قوله: " قال محمد بن عمر (اي الواقدي)... وتوفي أبو أيوب عام غزا يزيد بن معاوية القسطنطينية في خلافة أبيه معاوية بن أبي سفيان سنة 52 ه ... وقبره بأصل حصن القسطنطينية بأرض الروم، فلقد بلغني ان الروم يتعاهدون قبره ويرمونه (اي يكنسونه) ويستقون به إذا قحطوا " كما زاد ابن سعد قوله:
" وشهد أبو أيوب العقبة مع السبعين من الأنصار، في رواية موسى بن عقبة ومحمد ابن إسحاق وأبي معشر ومحمد بن عمر (أي الواقدي) ".
الحسين بن المختار القلانسي: من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام كثير الرواية عنهما. درج أقوال الرجاليين القدماء في توثيقه، حتى الشيخ في (فهرسته) إلا أنه في (رجاله) رماه بالوقف وتبعه ابن شهرآشوب وابن داود والعلامة. واعترض البهائي على الشيخ في ذلك. وبالنتيجة: إثبات توثيقه بعدة مؤيدات