ويستفاد من بعض الاخبار: أن له درجة العلم بالكتاب أيضا (1) وقد روي: " ان حذيفة كان يقول: اتقوا الله - يا معشر القراء - وخذوا طريق من كان قبلكم، فوالله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ظللتم ضلالا بعيدا " وأنه كان يقول للناس:
" خذوا عنا فانا لكم ثقة، ثم خذوا من الذين يأخذون عنا، ولا تأخذوا من الذين يلونهم " قالوا: لم؟ قال: لأنهم يأخذون حلو الحديث ويدعون مره، ولا يصلح حلوه إلا بمره ".
وجلالة حذيفة - رضي الله عنه - وشجاعته وعلمه وبحدته وتمسكه بأمير المؤمنين - عليه السلام - ظاهرة بينة، وهو من كبار الصحابة.
وقد صح عند الفريقين: " أنه كان يعرف المنافقين بأعيانهم وأشخاصهم، عرفهم ليلة العقبة حين أرادوا أن ينفروا بناقة رسول الله (ص) في منصرفهم من " تبوك " وكان حذيفة تلك الليلة قد أخذ بزمام الناقة يقودها، وكان عمار من خلف الناقة يسوقها (2).
وروى الجمهور: " أن أصحاب العقبة كانوا اثني عشر، وأنهم كانوا جميعا من الأنصار ".
وعندنا أنهم كانوا من المهاجرين والأنصار.