الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٢ - الصفحة ١٦٦
يفغر الله لكم وهو أرحم الراحمين، فبلغ ذلك رسول الله (ص) فزاده عنده خيرا (1).
وعد بعضهم حذيفة من الأركان الأربعة، مكان أخيه " عمار " الذي آخى النبي (ص) بينه وبينه في مؤاخاة المهاجرين للأنصار (2).
(١) راجع في ذلك: المستدرك للحاكم النيسابوري (ج ٣ ص ٣٨٠ طبع حيدر آباد دكن).
وذكر ابن عساكر الدمشقي في (تاريخ دمشق: ج ٤ ص ٩٤) أنه "...
قال البرقي: قتل أبوه يوم أحد، قتله المسلمون ولم يعرفوه فتصدق حذيفة بديته على المسلمين... وقال عروة بن الزبير: إن حذيفة وأباه لما كانا في غزوة أحد أخطأ المسلمون يومئذ بأبيه فتواسقوه بأسيافهم، فجعل حذيفة يقول: إنه أبي، إنه أبي فلم يفقهوا قوله حتى قتلوه، فقال حذيفة - عند ذلك -: يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، فزادت تلك الكلمة خيرا عند رسول الله (ص) وأخرج ديته ".
وقال أبو الفرج الأصفهاني في (الأغاني - عند ترجمته): "... وأما حسيل ابن جابر اليمان فاختلفت عليه أسياف المسلمين، فقتلوه ولم يعرفوه، فقال حذيفة أبي، قالوا: والله إن عرفناه، وصدقوا، قال حذيفة: يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، فأراد رسول الله (ص) أن يديه فتصدق حذيفة بديته على المسلمين فزادته عند رسول الله (ص) خيرا ".
ومثله ما ذكره ابن حجر في (الإصابة - في ترجمة حسيل -: (ج ١ ص ٣٣١ ٣٣٢) وابن عبد البر في (الاستيعاب - في ترجمته - ج ١ ص ٢٧٧) بهامش الإصابة وابن الأثير الجزري - في ترجمة حسيل - من (أسد الغابة: ج ٢ ص ١٥ - ١٦) والسيد علي خان في (الدرجات الرفيعة: ٢٨٣) طبع النجف الأشرف، وغير هؤلاء كثير.
(٢) أنظر المؤاخاة بين حذيفة وعمار في (طبقات ابن سعد ج ٣ ص ٢٥٠) ط بيروت وسيرة ابن هشام (ج ٢ ص ١٨) بهامش شرحها (الروض الأنف) طبع مصر.
وذيل المذيل للطبري، طبع أوربا، والسيرة الحلبية طبع مصر وقال: " إن ذلك كان بعد الهجرة " وغيرها.
وأما من عد حذيفة من الأركان الأربعة، فمنهم: الشيخ الطوسي - رحمه الله في رجاله من أصحاب رسول الله (ص) (ص ٣٧ - رقم ٢) طبع النجف الأشرف، ولكن نرى الشيخ في رجاله يذكر جندب بن جنادة - أعني أبا ذر في أصحاب علي عليه السلام -، وأنه أحد الأربعة، وفي ترجمة سلمان الفارسي في أصحاب علي عليه السلام، وأنه أول الأركان الأربعة، وفي ترجمة عمار بن ياسر في أصحاب علي عليه السلام، وأنه رابع الأركان، وفى ترجمة المقداد بن الأسود - من أصحاب علي عليه السلام - وأنه ثاني الأركان الأربعة.
فيظهر من الشيخ - رحمه الله - وقوع الخلاف في عد حذيفة من الأركان الأربعة، فلا بد أن يكون من بعد حذيفة منهم مسقطا لغيره، لان الظاهر أنهم أربعة كما ذكره أرباب المعاجم، ولم يذكر الشيخ - رحمه الله - البدل المقابل فيكون الخلاف واقعا في اثنين: عمار وحذيفة، وأن أيهما من الأركان الأربعة إلا أن يكون من بعد حذيفة منهم يعدهم خمسة.
قال الشيخ عبد النبي الكاظمي في (تكملة الرجال) - مخطوط -: "... لم أجد فيما روي فيهم من الاخبار تسميتهم بالأركان، ولعل هذا الاصطلاح من المحدثين من حيث أنهم فاقوا جميع الصحابة بالفضل والتمسك باهل البيت عليهم السلام والمواساة لهم ظاهرا وباطنا ".
وقال الكفعمي في حواشي كتابه المعروف ب (المصباح): " الأركان الأربعة هم حذيفة، وأبو ذر، وسلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود " فأسقط عمارا وجعل بدله: حذيفة.
كما أن السيد التفريشي في (نقد الرجال) في ترجمة جندب بن جنادة أبي ذر قال:
"... الأركان الأربعة سلمان، وأبو ذر، رضي الله عنهم -... ".
الحسين بن المختار القلانسي: من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام كثير الرواية عنهما. درج أقوال الرجاليين القدماء في توثيقه، حتى الشيخ في (فهرسته) إلا أنه في (رجاله) رماه بالوقف وتبعه ابن شهرآشوب وابن داود والعلامة. واعترض البهائي على الشيخ في ذلك. وبالنتيجة: إثبات توثيقه بعدة مؤيدات