الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٢ - الصفحة ٣٤٠
تمس ركبتيه. فإذا بلغ الساعة التي يقوم فيها قاموا عنه وتركوه حتى يقوم.
روى ذلك الطبرسي (ره) في مجمع البيان (1).
وقال اليافعي في تأريخه: " وفضايل صيب وسلمان وأبي ذر وخباب لا يحيط بها كتاب " (2).
خزيمة ذو الشهادتين: أبو عمارة من كبار الصحابة، شهد بدرا وما بعدها من المشاهد، وهو من السابقين الأولين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام (3).
وممن شهد له في (الرحبة) بحديث الغدير (4) وهو أحد الاثنى عشر

(١) راجع: تفسير (مجمع البيان) للطبرسي في سورة البقرة (ج ٦ - ص ٤٦٥) طبع إيران (إسلامية) سنة ١٣٨٠ ه‍، وقد أطبق المفسرون على نزول هذه الآيات في خباب وأصحابه المذكورين.
(٢) إن أراد سيدنا - قدس سره - بتاريخ اليافعي المعروف ب‍ (مرآة الجنان) الذي طبع أخيرا بحيدر آباد دكن سنة ١٣٣٤ ه‍، فانا لم نجد هذه الجملة فيه - رغم التتبع في أجزائه الأربعة - ولم يذكر المترجمون لليافعي تاريخا غيره.
(٣) قال العلامة الحلي - رحمه الله - في (الخلاصة: ص ٦٦ برقم ٣) في لقسم الأول، طبع النجف الأشرف: " خزيمة - بضم الخاء فتح الزاي - ابن ثابت من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - قاله الفضل بن شاذان " وذكر الكشي في (رجاله - في ترجمة أبي أيوب الأنصاري - ص ٤٠) جماعة من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - وعد منهم: خزيمة بن ثابت الأنصاري، ومثله ذكر السيد علي خان المدني في (الدرجات الرفيعة: ص ٣١٠) طبع النجف الأشرف، ناسبا ذلك إلى الفضل بن شاذان.
(٤) مر عليك آنفا (ص ٣٢١) أسماء الذين شهدوا الأمير المؤمنين - عليه السلام - بالرحبة، وهم قرابة ثلاثين رجلا من الصحابة، ومنهم خزيمة، وانظر: رجال الكشي أيضا (ص ٤٦) طبع النجف الأشرف في ضمن ترجمة البراء بن عازب.
وخزيمة - هذا - هو ابن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيان ابن عامر بن خطمة، واسم خطمة عبد الله بن جشم بن مالك بن الأوس. وأم خزيمة كبيشة بنت أوس بن عدي بن أمية بن عامر بن خطمة. فولد خزيمة بن ثابت:
عبد الله، وعبد الرحمن، وأمهما جملة بنت زيد بن خالد بن مالك من بني قوفل، وعمارة بن خزيمة، وأمه صفية بنت عامر بن طعمة بن زيد الخطمي.
وكان خزيمة بن ثابت وعمير بن عدي بن خرشة يكسران أصنام بني خطمة وخزيمة بن ثابت هو ذو الشهادتين.
وروى ابن سعد (كاتب الواقدي) في الطبقات الكبرى (ج ٤ ص ٣٨٠) طبع بيروت بسنده: " عن الزهري عن عمارة بن خزيمة عن عمه: أن خزيمة بن ثابت رأى فيما رأى النائم كأنه يسجد على جبهة النبي (ص) فأخبر النبي (ص) فاضطجع له وقال: صدق رؤياك، فسجد على جبهته ".
وروى أيضا مثله بسنده عن عمارة بن خزيمة بن ثابت، وذكر نحوه الحاكم بسنده في (المستدرك ج ٣ ص ٩٩) طبع حيدر آباد دكن، وابن حجر في (تهذيب التهذيب: ج ٣ ص ١٤١) طبع حيدر آباد دكن. ثم قال ابن سعد (ص ٣٨١):
" قال محمد بن عمر (أي الواقدي): وكان راية بني خطمة مع خزيمة بن ثابت في غزوة الفتح، وشهد خزيمة بن ثابت (صفين) مع علي بن أبي طالب - عليه السلام - وقتل يومئذ سنة ٣٧ ه‍، وكان يكنى أبا عمارة ".
وقال ابن عساكر الدمشقي في (تهذيب تاريخ دمشق: ج ٥ ص ١٣٢) طبع الشام سنة ١٣٣٢ ه‍ أنه " شهد مع النبي (ص) أحدا وما بعدها، وشهد غزوة الفتح وكان يحمل راية بني خطمة، وشهد غزوة موتة " وقال (ص ١٣٤): "... وقال محمد بن عمارة بن خزيمة: ما زال جدي كافا سلاحه يوم الجمل حتى قتل عمار بصفين، فسل سيفه فقاتل حتى قتل، وقال: سمعت رسول الله (ص) يقول:
يقتل عمارا الفئة الباغية (وفي رواية) أنه قال - يوم قتل عمار - قد بانت لي الضلالة " وذكر مثله ابن عبد البر في (الاستيعاب) بهامش الإصابة (ج ١ ص ٤١٨) والجزري في (أسد الغابة ج ٢ ص ١١٤)، وابن حجر في (تهذيب التهذيب: ج ٣ ص ١٤٠) طبع حيدر آباد دكن.
ومن هذه الروايات يفهم: أن خزيمة كان كافا عن القتال حتى قتل عمار، ولكن ذكر المسعودي في (مروج الذهب) - عند ذكر حرب الجمل -: " ولحق بعلي من أهل المدينة جماعة من الأنصار فيهم خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ". فهل لحوقه بعلي - عليه السلام - ليشيم سيفه ويكون من المتفرجين كما يقول من قال: " إنه لم يقاتل حتى قتل عمار بصفين "؟
ثم قال المسعودي - في صفة دخول علي - عليه السلام - البصرة - بسنده عن ابن المنذر بن الجارود - بعد ما ذكر جماعة: " ثم تلاهم فارس آخر عليه عمامة صفراء وثياب بيض، متقلدا متنكبا قوسا معه راية، على فرس أشقر، في نحو الف فارس، فقلت: من هذا؟ فقيل: هذا خزيمة بن ثابت الأنصاري ذو الشهادتين " ثم قال - عند أخذ علي - عليه السلام - الراية من ابنه محمد ابن الحنفية -: " وجاء ذو الشهادتين خزيمة بن ثابت إلى علي فقال: يا أمير المؤمنين، لا تنكس اليوم رأس محمد واردد إليه الراية، فدعا به وردها عليه ".
كما أن ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح نهج البلاغة: ج ١ ص ٤٨) طبع مصر سنة ١٣٢٩ ه‍ ذكر لخزيمة بن ثابت أشعارا قالها يوم الجمل، منها قوله:
ليس بين الأنصار في جمجمة الحر * ب وبين العداة إلا الطعان وقراع الكماة بالقضب البيض * إذا ما يحطم المرآن فادعها تستجب فليس من الخز * رج والأوس يا علي جبان يا وصي النبي قد أجلت الحر * ب الأعادي وسارت الاظعان واستقامت لك الأمور سوى الشام * وفى الشام يظهر الاذعان حسبهم ما رأوا وحسبك منا * هكذا نحن حيث كنا وكانوا وقوله مخاطبا عائشة:
أعايش خلي عن علي وعيبه * بما ليس فيه إنما أنت والد وصي رسول الله من دون أهله * وأنت على ما كان من ذاك شاهده وحسبك منه بعض ما تعلمينه * ويكفيك لو لم تعلمي غير واحده إذا قيل ماذا عبت منه رميته * بخذل بن عفان وما تلك آيده وليس سماء الله قاطرة دما * لذاك وما الأرض الفضاء بمائدة ومن المتواتر: أن خزيمة بن ثابت ممن شهد صفين وقتل في الحرب، لا يختلف في ذلك أحد، قال ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح نهج البلاغة ج ٢ ص ٥٣٩) طبع مصر سنة ١٣٢٩ ه‍ - بعد أن ترجم لخزيمة بن ثابت - ما هذا نصه: "... قلت:
ومن غريب ما وقعت عليه من العصبية القبيحة أن أبا حيان التوحيدي قال في (كتاب البصائر): إن خزيمة بن ثابت المقتول مع علي - عليه السلام - بصفين، ليس هو خزيمة بن ثابت ذا الشهادتين بل آخر من الأنصار، اسمه خزيمة بن ثابت (وهذا خطأ) لان كتب الحديث والنسب تنطق بأنه لم يكن في الصحابة من الأنصار ولا من غير الأنصار خزيمة بن ثابت إلا ذو الشهادتين، وإنما الهوى لا دواء له، على أن الطبري - صاحب التاريخ - قد سبق أبا حيان بهذا القول، ومن كتابه نقل أبو حيان، والكتب الموضوعة لأسماء الصحابة تشهد بخلاف ما ذكراه، ثم اي حاجة لناصري أمير المؤمنين أن يتكثروا بخزيمة وأبي الهيثم وعمار وغيرهم، ولو أنصف الناس هذا الرجل ورأوه بالعين الصحيحة لعلموا أنه لو كان وحده وحاربه الناس كلهم أجمعون، لكان على الحق وكانوا على الباطل ".
وابن حجر في (الإصابة) - بعد ما ذكر خزيمة بن ثابت بن الفاكه المترجم له - ذكر ترجمة ثانية، فقال: " خزيمة بن ثابت الأنصاري آخر، روى ابن عساكر في تاريخه - من طريق الحكم بن عيينة: أنه قيل له: أشهد خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين الجمل؟ فقال: لا، ذاك خزيمة بن ثابت آخر، ومات ذو الشهادتين في زمن عثمان، هكذا أورده من طريق سيف صاحب الفتوح عن محمد بن عبيد الله بن الحكم، وقد وهاه الخطيب في (الموضح): وقال: أجمع علماء السير أن ذا الشهادتين قتل بصفين مع علي، وليس سيف بحجة إذا خالف (قلت) لا ذنب لسيف، بل الآفة من شيخه وهو العرزمي، نعم أخرج سيف أيضا في (قصة الجمل) عن محمد ابن طلحة: أن عليا خطب بالمدينة لما أراد الخروج إلى العراق - فذكر الخطبة - قال: فأجابه رجلان من أعلام الأنصار: أبو الهيثم بن التيهان وهو بدري، وخزيمة ابن ثابت، وليس بذي الشهادتين، ومات ذو الشهادتين في زمن عثمان، وجزم الخطيب بأنه ليس في الصحابة من يسمى خزيمة واسم أبيه ثابت سوى ذي الشهادتين " وأورد ابن أبي الحديد المعتزلي في (ج ٢ ص ٢٨٠ من شرح النهج) أبياتا لضبيعة بنت خزيمة ابن ثابت ذي الشهادتين ترثي بها أباها، تقول:
عين جودي على خزيمة بالدمع * قتيل الأحزاب يوم الفرات قتلوا ذا الشهادتين عتوا * أدرك الله منهم بالترات قتلوه في فتية غير عزل * يسرعون الركوب في الدعوات نصروا السيد الموفق ذا العد * ل ودانوا بذاك حتى الممات لعن الله معشرا قتلوه * ورماهم بالخزي والآفات وروى لخزيمة بن ثابت أشعارا كثيرة، كل من نصر بن مزاحم في (كتاب صفين) والحاكم النيسابوري في (المستدرك) والمرزباني في (النبذة المختارة من شعراء الشيعة) وابن شهرآشوب في (المناقب) والبيهقي في (المحاسن والمساوي) ذكرها سيدنا الحجة المحسن الأمين العاملي في ترجمته من (أعيان الشيعة: ج 29 ص 242 - 245) فراجعها.
يروي خزيمة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويروي عنه ابنه عمارة، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وعمارة بن عثمان بن حنيف، وعمرو بن ميمون الأودي، وإبراهيم بن سعد بن أبي وقاص، وأبو عبد الله الجدلي، وعبد الله بن يزيد الخطمي - على اختلاف فيه - وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعطاء بن يسار، وغيرهم ذكر ذلك ابن حجر في (تهذيب التهذيب) في ترجمته، وذكر الشيخ زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي المتوفى سنة 806 ه‍ في ذيل المذيل لوفيات الأعيان لابن خلكان (ص 52) انه روى عن رسول الله (ص) أحاديث، ثم ذكرها.
(٣٤٠)
مفاتيح البحث: كتاب مجمع البيان للطبرسي (2)، ذو الشهادتين (9)، حديث الغدير (1)، الشهادة (8)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (8)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله (6)، عمر بن سعد لعنه الله (1)، إبن أبي الحديد المعتزلي (3)، كتاب رجال الكشي (2)، كتاب الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي (1)، كتاب أسد الغابة لإبن الأثير (1)، دولة ايران (1)، دولة العراق (2)، كتاب مروج الذهب للمسعودي (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (2)، محمد بن الحنفية إبن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (1)، أبو أيوب الأنصاري (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، كتاب الطبقات الكبرى لإبن سعد (1)، مدينة النجف الأشرف (3)، الحاكم النيسابوري (1)، نهر الفرات (1)، مدينة بيروت (1)، إبن عساكر (2)، أبو الهيثم بن التيهان (1)، أبو عبد الله الجدلي (1)، عبد الله بن يزيد (1)، جابر بن عبد الله (1)، محمد بن عبيد الله (1)، إبراهيم بن سعد (1)، الحكم بن عيينة (1)، عمارة بن خزيمة (4)، خزيمة بن ثابت (21)، البراء بن عازب (1)، الفضل بن شاذان (2)، مدينة البصرة (1)، عطاء بن يسار (1)، العلامة الحلي (1)، ابن شهرآشوب (1)، عمرو بن ميمون (1)، عثمان بن حنيف (1)، سورة البقرة (1)، زيد بن خالد (1)، نصر بن مزاحم (1)، ابن المنذر (1)، محمد بن عمر (1)، الشام (3)، دمشق (1)، القتل (8)، الباطل، الإبطال (1)، التصديق (1)، الحج (1)، السجود (1)، الحرب (2)، الوفاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 334 335 338 339 340 345 346 347 348 349 ... » »»
الفهرست