الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٢ - الصفحة ٣٨٠
في الكافي - في باب النهي عن القول بغير علم -: "... عن زياد بن أبي رجا عن أبي جعفر (ع) قال: ما علمتم فقولوا، وما لم تعلموا فقولوا:
الله أعلم... " الحديث (1).
وبعد ذلك - بلا فصل -: " عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (ع) قال: " للعالم إذا سئل عن شئ - وهو لا يعلمه - أن يقول: الله اعلم وليس لغير العالم أن يقول ذلك ". وفيه دلالة قوية على أنه من العلماء الفقهاء.
زين الدين علي الخوانساري: (2) له رسالة في تحقيق معنى الناصب رد فيها على (ملا حيدر علي) - رحمهما الله - وفي آخر الرسالة: " كتب مؤلفه المقترف بيمناه الخاطئة في شعبان سنة 1133 ه‍ " ورسالة فيما لا تتم الصلاة فيه من الحرير، رد فيها على المولى محمد شفيع التبريزي، ذكر:
أنه حررها في سنة 1150 ه‍.

(١) وتتمة الحديث - كما عن أصول الكافي (ج ١: ص ٤٢) طبع طهران - حيدري -: " إن الرجل لينتزع الآية من القرآن يخر فيها أبعد ما بين السماء والأرض " وذكر الكليني - رحمه الله - في الكافي قبل هذا الحديث - حديثا آخر رواه بسنده عن أبي عبيدة الحذاء - الذي قيل إنه زياد بن أبي رجاء لا غيره - قال:
" عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: من افتى الناس بغير علم ولا هدى لعنته ملائكة الرحمة، وملائكة العذاب، ولحقه وزر من عمل بفتياه ".
(٢) هو العلامة الفاضل زين الدين بن عين علي الخوانساري - رحمه الله - كان من العلماء الأفذاذ. ترجم له الشيخ عبد النبي القزويني في (تتميم أمل الامل) (مخطوط) وأثنى عليه كثيرا، فقال: "... الفقيه العارف بالحديث والرجال وطرق الاستدلال، له همة عالية في إعلاء الدين والامر بالمعروف والنهي عن المنكر (إلى قوله) كان عالما ربانيا، أقام الجمعة في إصفهان أعواما " وذكر رده على رسالة الملا حيدر علي المذكورة.
وله إجازة كبيرة من العلامة السيد الأمير محمد حسين ابن الأمير محمد صالح ابن عبد الواسع الحسيني الخواتون آبادي الأصفهاني المتوفى سنة ١١٥١ ه‍، سماها ب‍ (مناقب الفضلاء) وتاريخ الإجازة في (خواتون آباد) شهر جمادى الثانية سنة ١١٣٨ ه‍، أجازه بهذه الإجازة بقرية (خواتون آباد) بعد أن حل بها المجاز له، وقد أطراه المجيز في الإجازة بقوله "... ثم إنه كان من جملة الراحلين إلى تلك القرية من لم يسمح الزمان بمثله، في عدله وفضله، وهو المولى الأولى، التقي النقي، الزكي الذكي، المتوقد المتفرد، الفاضل الكامل، العالم العامل، الثقة الثقة، العدل البدل الاخذ بحائط الدين، في زمرة المتقين، الحاوي لمنقبتي العلم والعمل، النائي عن رذيلتي الخطأ والزلل، صاحب المناقب الجليلة، جامع المراتب النبيلة، المعتلي من الكمال ذروة سنامه، الفائق في العلم والورع أبناء أيامه، وحيد أهل العصر، وفريد أبناء الدهر، صاعد مصاعد الخير والتقى، عارج معارج الأدب والنهى، حاوي فنون العلم وأصناف الكمالات، حائز قصبات السبق في مضامير السعادات، خلاصة الفضلاء، وزبدة الأزكياء، أعني الأخ في الله، والخليل لوجه الله، المخصوص من الله بالذهن الثاقب والفهم الداري (المولى زين الدين الخوانساري) لا زالت سماء فطنته النقادة مزينة بالدراري، ولما تفرست فيه آثار المنقبة والكرامة، وتوسمت منه أنوار المحمدة والسعادة سررت برؤيته، وانتفعت بصحبته، ولم أقصر سعيا في مرافقته ومجالسته، ولم آل جهدا في مصاحبته ومحادثته، حتى حصلت بيني وبينه مودة إيمانية، وخلة روحانية، فوجدته بحرا مشحونا بلآلئ الورع والتقوى، وكنزا مملوء من فرائد الفضل والنهى، وألفيته ممن نال إلى ذرى المعالي، بكد الأيام وسهر الليالي، وبلغ جهده في تشييد معاقد العلوم العقلية والنقلية، ورقى مراقي المعارف الدينية والمسائل الشرعية، مع رفض الأغراض الفاسدة، وترك الأهواء الكاسدة، من غير جدال ولأمراء، ولا سمعة ولا رياء، أعاذنا الله وساتر المؤمنين عنهما، ورزقنا الوصول إلى ما يوجب السعادة في الأولى والأخرى... ".
وناهيك بهذا الاطراء من شيخه، الذي ينم عن علمه الجم وفضله الكثار ونقاه البالغ أوجه. وهذه الرسالة التي رد بها على الملا حيدر علي سماها (العجالة في رد مولف الرسالة). والمولى حيدر علي - هذا - هو ابن ميرزا محمد بن الحسن الشيرواني الأصل، الأصفهاني الغروي، وكان عالما فاضلا مؤلفا، وكان ابن أخت المجلسي الثاني وصهره على ابنته، وأبوه هو المعروف بملأ ميرزا، وبالفاضل الشيرواني والمدقق الشيرواني صاحب الحاشية على المعالم المشهورة، وللمولى حيدر على عدة رسائل منها: رسالة في الاسلام والايمان ومعنى الناصب، وكان حيا سنة 1129 ه‍، كما يظهر من رسالته في الإمامة التي فرغ منها (12) رجب سنة 1129 ه‍، ورسالته في التوحيد التي فرغ منها في الغري (18) رجب سنة 1129 ه‍، وتجد له ترجمة في (أعيان الشيعة) لسيدنا الحجة المحسن الأمين العاملي - رحمه الله - (ج 29 ص 35) فراجعها.
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 370 371 372 373 374 375 376 377 378 380 382 » »»
الفهرست