المدرسة إلى اليوم الحاضر ورغم أن أعلام هذه المدرسة أدخلوا الكثير من التطوير في هذه المدرسة ونقحوا وعمقوا أفكارها... رغم ذلك لا تزال هذه المدرسة قائمة بخطوطها ومحاورها الرئيسية، ولم يحدث تغيير جذري في أفكارها ومنهجيتها.
وفيما يلي أشير إشارة سريعة موجزة إلى الخطوط الرئيسية لأفكار هذه المدرسة.
التنظيم الثلاثي للحجج والأدلة الشرعية:
تتميز هذه المدرسة في ترتيب الأدلة والحجج بصورة منهجية ضمن ثلاث مراحل بحيث لا تصل النوبة إلى المرحلة الثانية منها مع وجود المرحلة الثانية ولا تصل النوبة إلى المرحلة الثانية مع قيام المرحلة الأولى.
وإذا انتفت المرحلة الأولى تصل النوبة إلى المرحلة الثانية ومع انتفاء المرحلة الثانية تصل النوبة إلى المرحلة الثالثة، ولا يخلو حال المكلف من واحد من هذه الثلاثة. لا محالة.
يقول الشيخ الأنصاري (رحمه الله) في بداية " فرائد الأصول ": اعلم أن المكلف إذا التفت إلى حكم شرعي فإما أن يحصل له الشك فيه أو القطع أو الظن (1).
واقترح تلميذه المحقق الخراساني تعديل هذه المنهجية بمنهجية أخرى في ترتيب الأدلة.
يقول (رحمه الله): فالأولى أن يقال: إن المكلف إما أن يحصل له القطع أو لا. وعلى الثاني إما أن يقوم عنده طريق معتبر أم لا (2).
" وتوضيح هذا الترتيب:
1 - إن المكلف إذا حصل له القطع بالحكم الشرعي فيعمل به بالضرورة، فإن القطع منجز للتكليف في حالة الإصابة، ومعذر عند عدم الإصابة. والتنجيز والتعذير لازمان عقليان للقطع بالحكم الشرعي.