المقبوض بالكف تسمية بالمصدر أو بتقدير ذات قبضة وقرئ بالنصب على الظرف تشبيها للموقت بالمبهم وتأكيد الأرض بالجميع لان المراد بها الأرضون السبع أو جميع ابعاضها البادية والغائرة وقرئ مطويات على انها حال والسماوات معطوفة على الأرض منظومة في حكمها «سبحانه وتعالى عما يشركون» ما ابعد وما أعلى من هذه قدرته وعظمته عن اشراكهم أو عما يشركونه من الشركاء «ونفخ في الصور» هي النفخة الأولى «فصعق من في السماوات ومن في الأرض» أي خروا أمواتا ومغشيا عليهم «إلا من شاء الله» قيل هم جبريل وميكائيل وإسرافيل فإنهم لا يموتون بعد وقيل حملة العرش «ثم نفخ فيه أخرى» نفخة أخرى هي النفخة الثانية وأخرى يحتمل النصب والرفع «فإذا هم قيام» قائمون من قبورهم أو متوقفون وقرئ بالنصب على ان الخبر «ينظرون» وهو حال من ضميره والمعنى يقلبون ابصارهم في الجوانب كالمبهوتين أو ينتظرون ما يفعل بهم «وأشرقت الأرض بنور ربها» بما أقام فيها من العدل استعير له النور لأنه يزين البقاع ويظهر الحقوق كما يسمى الظلم ظلمة وفي الحديث الظلم ظلمات يوم القيامة ولذلك أضيف الاسم الجليل إلى ضمير الأرض أو بنور خلقه فيها بلا توسط أجسام مضيئة ولذلك أضيف إلى الاسم الجليل «ووضع الكتاب» الحساب والجزاء من وضع المحاسب كتاب المحاسبة بين يديه أو صحائف الاعمال في أيدي العمال واكتفى باسم الجنس عن الجمع وقيل اللوح المحفوظ يقابل به الصحائف «وجئ بالنبيين والشهداء» للأمم وعليهم من الملائكة والمؤمنين وقيل المستشهدون «وقضي بينهم» بين العباد «بالحق وهم لا يظلمون» بنقص ثواب أو زيادة عقاب على ما جرى به الوعد «ووفيت كل نفس ما عملت» أي جزاءه «وهو أعلم بما يفعلون» فلا يفوته شيء من افعالهم وقوله تعالى «وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا» الخ تفصيل للتوفية وبيان لكيفيتها أي سيقوا إليها بالعنف والإهانة أفواجا متفرقة بعضها في اثر بعض مترتبة حسب ترتب طبقاتهم في الضلالة والشرارة والزمر جمع زمرة واشتقاقها من الزمر وهو
(٢٦٣)