تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ٢٥٦
«ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله» لوضوح الدليل وسنوح السبيل «قل» تبكيتا لهم «أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره» أي بعد ما تحققتم ان خالق العالم العلوي والسفلي هو الله عز وجل فأخبروني ان آلهتكم إن أرادني الله بضر هل يكشفن عنى ذلك الضر «أو أرادني برحمة» أي أو أرادني بنفع «هل هن ممسكات رحمته» فيمنعنها عنى وقرئ كاشفات ضره وممسكات رحمته بالتنوين فيهما ونصب ضره ورحمته وتعليق إرادة الضر والرحمة بنفسه عليه الصلاة والسلام للرد في نحورهم حيث كانوا خوفوه معرة الأوثان ولما فيه من الايذان بإمحاض النصيحة «قل حسبي الله» أي في جميع أموري من إصابة الخير ودفع الشر روى انه صلى الله عليه وسلم لما سألهم سكتوا فنزل ذلك «عليه يتوكل المتوكلون» لا على غير أصلا لعلمهم بأن كل ما سواه تحت ملكوته تعالى «قل يا قوم اعملوا على مكانتكم» على حالتكم التي أنتم عليها من العداوة التي تمكنتم فيها فإن المكانة تستعار من العين للمعنى كما تستعار هنا وحيث للزمان مع كونهما للمكان وقرئ على مكاناتكم «إني عامل» أي على مكانتي فحذف للاختصار والمبالغة في الوعيد والاشعار بأن حاله لا تزال تزداد قوة بنصر الله عز وجل وتأييده ولذلك توعدهم بكونه منصورا عليهم في الدارين بقوله تعالى «فسوف تعلمون» «من يأتيه عذاب يخزيه» فإن خزى أعدائه دليل غلبته عليه الصلاة والسلام وقد عذبهم الله تعالى وأخزاهم يوم بدر «ويحل عليه عذاب مقيم» أي دائم هو عذاب النار «إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس» لأجلهم فإنه مناط مصالحهم في المعاش والمعاد «بالحق» حال من فاعل أنزلنا أو من مفعوله «فمن اهتدى» بأن عمل بما فيه «فلنفسه» أي إنما نفع به نفسه «ومن ضل» بأن لم يعمل بموجبه «فإنما يضل عليها» لما أن وبال ضلاله مقصور عليها «وما أنت عليهم بوكيل» لتجبرهم على الهدى وما وظيفتك إلا البلاغ وقد بلغت أي بلاغ «الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها» أي يقبضها من الأبدان
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283