في الدنيا والآخرة لان إحراز قصب السبق في الدين بالإخلاص فيه والعطف لمغايرة الثاني الأول بتقيده بالعلة والاشعار بأن العبادة المذكورة كما تقتضي الامر بها لذاتها تقتضيه لما يلزمها من السبق في الدين ويجوز ان تجعل اللام مزيدة كما في أردت لان أقوم بدليل قوله تعالى أمرت ان أكون أول من اسلم فالمعنى وأمرت ان أكون أول من اسلم من أهل زماني أو من قومي أو أكون أول من دعا غيره إلى ما دعا اليه نفسه «قل إني أخاف إن عصيت ربي» يترك الاخلاص والميل إلى ما أنتم عليه من الشرك «عذاب يوم عظيم» هو يوم القيامة وصف بالعظمة لعظمة ما فيه من الدواهي والأهوال «قل الله أعبد» لا غيره لا استقلالا ولا اشتراكا «مخلصا له ديني» من كل شوب امر صلى الله عليه وسلم أولا ببيان كونه مأمورا بعبادة الله تعالى واخلاص الدين له ثم بالاخبار بخوفه من العذاب على تقدير العصيان ثم بالاخبار بامتثاله بالامر على أبلغ وجه وآكده اظهارا لتصلبه في الدين وحسما لأطماعهم الفارغة وتمهيدا لتهديدهم بقوله تعالى «فاعبدوا ما شئتم» ان تعبدوه «من دونه» تعالى وفيه من الدلالة على شدة الغضب عليهم مالا يخفي كأنهم لما لم ينتهوا عما نهوا عنه أمروا به كي يحل بهم العقاب «قل إن الخاسرين» أي الكاملين في الخسران الذي هو عبارة عن إضاعة ما يهمه واتلاف مالا بد منه «الذين خسروا أنفسهم وأهليهم» باختيارهم الكفر لهما أي أضاعوهما وأتلفوهما «يوم القيامة» حين يدخلون النار حيث عرضوهما للعذاب السرمدي وأوقعوهما في هلكة لا هلكة وراءها وقيل خسروا أهليهم لأنهم ان كانوا من أهل النار فقد خسروهم كما خسروا أنفسهم وان كانوا من أهل الجنة فقد ذهبوا عنهم ذهابا لا إياب بعده وفيه ان المحذور ذهاب ما لو آب لانتفع به الخاسر وذلك غير متصور في الشق الأخير وقيل خسروهم لأنهم لم يدخلوا مدخل الذين لهم في أهل الجنة وخسروا أهليهم الذين كانوا يتمتعون بهم لو آمنوا وأيا ما كان فليس المراد مجرد تعريف الكاملين في الخسران بما نذكر بل بيان انهم هم إما نجعل الموصول عبارة عنهم أو عما هم مندرجون فيه اندراجا أوليا وما في قوله تعالى «ألا ذلك هو الخسران المبين» من استئناف الجملة وتصديرها بحرف التنبيه والإشارة بذلك إلى بعد منزلة المشار اليه في الشر وتوسيط ضمير الفصل وتعريف الخسران ووصفه بالمبين من الدلالة على كمال هو له وفظاعته وانه لا خسران وراءه مالا يخفي وقوله تعالى «لهم من فوقهم
(٢٤٧)