تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ٢٣٦
لأوصافه من التغير والاسوداد والمسنونية اكتفاء بما ذكر في مواقع أخر «فإذا سويته» أي صورته بالصورة الانسانية والخلقة البشرية أو سويت أجزاء بدنه بتعديل طائعه «ونفخت فيه من روحي» النفخ إجراء الريح إلى تجويف جسم صالح لامساكها والامتلاء بها وليس ثمة نفخ ولا منفوخ وانما هو تمثيل لإفاضة ما به الحياة بالفعل على المادة القابلة لها أي فإذا كملت استعداده وأفضت عليه ما يحيا به من الروح التي هي من أمري «فقعوا له» امر من وقع وفيه دليل على ان المأمور به ليس مجرد الانحناء كما قيل أي أسقطوا له «ساجدين» تحية له وتكريما «فسجد الملائكة» أي فخلفه فسواه فنفخ فيه الروح فسجد له الملائكة «كلهم» بحيث لم يبق منهم أحد الا سجد «أجمعون» أي بطريق المعية بحيث لم يتأخر في ذلك أحد منهم عن أحد ولا اختصاص لإفادة هذا المعنى بالحالية بل يفيد التأكيد أيضا وقيل اكد بتأكيدين مبالغة في التعمم هذا واما ان سجودهم هذا هل ترتب على ما حكى من الامر التعليقي كما تقتضيه هذه الآية الكريمة والتي في سورة الحجر فإن ظاهرهما يستدعي ترتبه عليه من غير ان يتوسط بينهما شيء غير ما يفصح عنه الفاء الفصيحة من الخلق والتسوية ونفخ الروح أو على الامر التنجيزي كما يقتضيه ما في سورة البقرة وما في سورة الأعراف وما في سورة بني إسرائيل وما في سورة الكهف وما في سورة طه من الآيات الكريمة فقد مر تحقيقه بتوفيق الله عز وجل في سورة البقرة وسورة الأعراف «إلا إبليس» استثناء متصل لما انه كان جنيا مفردا مغمورا بألوف من الملائكة موصوفا بصفاتهم فغلبوا عليه ثم استثنى استثناء واحد منهم أو لان الملائكة جنسا يتوالدون وهو منهم أو منقطع وقوله تعالى «استكبر» على الأول استئناف مبين لكيفية ترك السجود المفهوم من الاستثناء فإن تركه يحتمل ان يكون للتأمل والتروي وبه يتحقق انه للآباء والاستكبار وعلى الثاني يجوز اتصاله بما قبله أي لكن إبليس استكبر «وكان من الكافرين» أي وصار منهم بمخالفته للامر واستكباره عن الطاعة أو كان منهم في علم الله تعالى عز وجل «قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي» أي خلقته بالذات من غير توسط أب وأم والتثنية لابراز كمال الاعتناء بخلقه عليه الصلاة والسلام المستدعي لإجلاله واعظامه قصدا إلى تأكيد الانكار وتشديد التوبيخ «أستكبرت» بهمزة الانكار وطرح همزة الوصل أي أتكبرت من غير استحقاق «أم كنت من العالين» المستحقين للتفوق وقيل استكبرت الآن أم لم تزل منذ كنت من المستكبرين وقرئ بحذف همزة الاستفهام ثقة بدلالة أم عليها
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283