أو نقيض الباطل عظمه الله تعالى بإقسامه به أو فأنا الحق أو فقولي الحق وقوله تعالى لأملأن جهنم الخ حينئذ جواب لقسم محذوف أي والله لأملأن الخ وقوله تعالى والحق أقول على كل تقدير اعتراض مقرر على الوجهين الأولين لمضمون الجملة القسمية وعلى الوجه الثالث لمضمون الجملة المتقدمة أعنى فقولي الحق وقرئا منصوبين على أن الأول مقسم به كقولك الله لأفعلن وجوابه لأملأن وما بينهما اعتراض وقرئا مجرورين على ان الأول مقسم به قد اضمر حرف قسمه كقولك الله لأفعلن والحق أقول على حكاية لفظ المقسم به على تقدير كونه نقيض الباطل ومعناه التأكيد والتشديد وقرئ بجر الأول على إضمار حرف القسم ونصب الثاني عل المفعولية «منك» أي من جنسك من الشياطين «وممن تبعك» في الغواية والإضلال «منهم» ومن ذرية آدم «أجمعين» تأكيد للكاف وما عطف عليه أي لأملأنها من المتبوعين والاتباع أجمعين كقوله تعالى لمن اتبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين وهذا القول هو المراد بقوله تعالى ولكن حق القول منى لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين وحيث كان مناط الحكم ههنا اتباع الشيطان اتضح ان مدار عدم المشيئة في قوله تعالى ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها اتباع الكفرة للشيطان بسوء اختيارهم لا تحقق القول فليس في ذلك شائبة الجبر فتدبر «قل ما أسألكم عليه» على القرآن أو على تبليغ ما يوحى إلى «من أجر» دنيوي «وما أنا من المتكلفين» أي المتصنعين مما ليسوا من أهله حتى أنتحل النبوة وأتقول القرآن «إن هو» أي ما هو «إلا ذكر» من الله عز وجل «للعالمين» أي للثقلين كافة «ولتعلمن نبأه» أي ما أنبأ به من الوعد والوعيد وغيرهما أو صحة خبره وأنه الحق والصدق «بعد حين» بعد الموت أو يوم القيامة أو عند ظهور الإسلام وفشوه وقيل من بقي علم ذلك إذا ظهر امره وعلا ومن مات علمه بعد الموت وفيه من التهديد ما لا يخفى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة ص كان له بوزن كل جبل سخره الله لداود عشر حسنات وعصم ان يصر على ذنب صغير أو كبير وقال أبو أمامة عصمه الله تعالى من كل ذنب صغير أو كبير والله أعلم
(٢٣٩)