تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ٢٣٣
وتنفرا من مصاحبتهم وقيل كل ذلك كلام الرؤساء بعضهم مع بعض في حق الأتباع «قالوا» أي الأتباع عند سماعهم ما قيل في حقهم ووجه خطابهم للرؤساء في قولهم «بل أنتم لا مرحبا بكم» الخ على الوجهين الأخيرين ظاهر واما على الوجه الأول فلعلهم انما خاطبوهم مع ان الظاهر ان يقولوا بطريق الاعتذار إلى الخزنة بل هم لا مرحبا بهم الخ قصدا منهم إلى اظهار صدقهم بالمخاطبة مع الرؤساء والتحاكم إلى الخزنة طمعا في قضائهم بتخفيف عذابهم أو تضعيف عذاب خصمائهم أي بل أنتم أحق بما قيل لنا أو قلتم وقوله تعالى «أنتم قدمتموه لنا» تعليل لاحقيتهم بذلك أي أنتم قدمتم العذاب أو الصلى لنا وأوقعتمونا فيه بتقديم ما يؤدي اليه من العقائد الزائفة والاعمال السيئة وتزيينها في أعيننا وإغرائنا عليها لا أنا باشرناها من تلقاء أنفسنا «فبئس القرار» أي فبئس المقر جهنم قصدوا بذمها تغليظ جناية الرؤساء عليهم «وقالوا» أي الاتباع أيضا وتوسيطه بين كلاميهم لما بينهما من التباين البين ذاتا وخطابا أي قالوا معرضين عن خصومتهم متضرعين إلى الله تعالى «ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار» كقولهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار أي عذابا مضاعفا أي ذا ضعف وذلك بأن يزيد عليه مثله ويكون ضعفين كقوله ربنا آتهم ضعفين من العذاب أو قيل المراد بالضعف الحيات والأفاعي «وقالوا» أي الطاغون «ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار» يعنون فقراء المسلمين الذين كانوا يسترذلونهم ويسخرون منهم «اتخذناهم سخريا» بهمزة استفهام سقطت لأجعلها همزة الوصل والجملة استئناف لا محل لها من الاعراب قالوه انكارا على أنفسهم وتأنيبا لها في الاستسخار منهم «أم زاغت عنهم الأبصار» متصل باتخذناهم على ان أم متصلة والمعنى أي الامرين فعلنا بهم الاستسخار منهم أم الازدراء بهم وتحقيرهم وان ابصارنا كانت تزيغ عنهم وتقتحمهم على معنى انكار كل واحد من الفعلين على أنفسهم توبيخا لها أو على انها منقطعة والمعنى اتخذناهم سخريا بل أزاغت عنهم ابصارنا كقولك أزيد عندك أم عندك عمرو على معنى توبيخ أنفسهم على الاستسخار ثم الاضراب والانتقال منه إلى التوبيخ على الازدراء والتحقير وقرئ اتخذناهم بغير همزة على انه صفة أخرى لرجالا فقوله تعالى أم زاغت متصل بقوله مالنا لا نرى والمعنى مالنا لا نراهم في النار أليسوا فيها فلذلك لا نراهم أم زاغت عنهم ابصارنا وهم فيها وقد جوز ان تكون الهمزة مقدرة على هذه القراءة وقرئ سخريا بضم السين
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283