تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ٢٣٢
والالتفات أليق بمقام الامتنان والتكريم «إن هذا» أي ما ذكر من ألوان النعم والكرامات «لرزقنا» أعطيناكموه «ما له من نفاد» انقطاع ابدا «هذا» أي الامر هذا أو هذا كما ذكر أو هذا ذكر وقوله تعالى «وإن للطاغين لشر مآب» شروع في بيان اضداد الفريق السابق «جهنم» اعرابه كما سلف «يصلونها» أي يدخلونها حال من جهنم «فبئس المهاد» وهو المهد والمفرش مستعار من فراش النائم والمخصوص بالذم محذوف وهو جهنم لقوله تعالى لهم من جهنم مهاد «هذا فليذوقوه» أي ليذوقوا هذا فليذوقوه كقوله تعالى وإياي فارهبون أو العذاب هذا فليذوقوه أو هذا مبتدأ خبره «حميم وغساق» وما بينهما اعتراض وهو على الأولين خبر مبتدأ محذوف أي هو حميم والغساق ما يغسق من صديد أهل النار من غسقت العين إذا سال دمعها وقيل الحميم يحرق بحره والغساق يحرق ببرده وقيل لو قطرت منه قطرة في المشرق لنتنت أهل المغرب ولو قطرت قطرة في المغرب لنتنت أهل المشرق وقيل الغساق عذاب لا يعلمه الا الله تعالى وقرئ بتخفيف السين «وآخر من شكله» أي ومذوق آخر أو عذاب آخر من مثل هذا المذوق أو العذاب في الشدة والفظاعة وقرئ واخر أي ومذوقات اخر أو أنواع عذاب اخر وتوحيد ضمير شكله بتأويل ما ذكر أو الشراب الشامل للحميم والغساق أو هو راجع إلى الغساق «أزواج» أي أجناس وهو خبر لاخر لأنه يجوز ان يكون ضروبا أو صفة له أو للثلاثة أو مرتفع بالجار والخبر محذوف مثل لهم «هذا فوج مقتحم معكم» حكاية ما يقال من جهة الخزنة لرؤساء الطاغين إذا دخلوا النار واقتحمها معهم فوج كانوا يتبعونهم في الكفر والضلالة والاقتحام الدخول في الشيء بشدة قال الراغب الاقتحام توسط شدة مخيفة وقوله تعالى «لا مرحبا بهم» من اتمام كلام الخزنة بطريق الدعاء على الفوج أو صفة للفوج أو حال منه أي مقول أو مقولا في حقهم لا مرحبا بهم أي لا اتوا مرحبا أولا رحبت بهم الدار مرحبا «إنهم صالوا النار» تعليل من جهة الخزنة لاستحقاقهم الدعاء عليهم أو وصفهم بما ذكر وقيل لا مرحبا بهم إلى هنا كلام الرؤساء في حق اتباعهم عند خطاب الخزنة لهم باقتحام الفوج معهم تضجرا من مقارنتهم
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283