تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ١٢
ذلك فأذن له فخرج بأهله «آنس من جانب الطور» أي أبصر من الجهة التي تلي الطور «نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر» أي بخبر الطريق وقد كانوا ضلوه «أو جذوة» أي عود غليظ سواء كانت في رأسه نارا ولا قال قائلهم [باتت حواطب ليلى يلتمسن لها * جزل الجذى غير حوار ولا دعر] وقال [وألقى على قبس من النار جذوة * شديدا عليها حرها وإلتهابها] ولذلك بين بقوله تعالى «من النار» وقرئ بكسر الجيم وبضمها وكلها لغات «لعلكم تصطلون» أي تستدفئون «فلما أتاها» أي النار التي آنسها «نودي من شاطئ الوادي الأيمن» أي أتاه النداء من الشاطئ الأيمن بالنسبة إلى موسى عليه السلام «في البقعة المباركة» متصل بالشاطئ أو صلة لنودى «من الشجرة» بدل اشتمال من شاطئ لأنها كانت نابتة على الشاطئ «أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين» وهذا وإن خالف لفظا لما في طه والنمل لكنه موافق له في المعنى المراد «وأن ألق عصاك» عطف على أن يا موسى وكلاهما مفسر لنودي والفاء في قوله تعالى «فلما رآها تهتز» فصيحة مفصحة عن جمل قد حذفت تعويلا على دلالة الحال عليها وإشعارا بغاية سرعة تحقق مدلولاتها أي فألقاها فصارت ثعبانا فاهتزت فلما رآها تهتز «كأنها جان» أي في سرعة الحركة مع غاية عظم جئتها «ولى مدبرا» أي منهزما من الخوف «ولم يعقب» أي لم يرجع «يا موسى» أي قيل يا موسى «أقبل ولا تخف إنك من الآمنين» من المخاوف فإنه لا يخاف لدي المرسلون «اسلك يدك في جيبك» أي أدخلها فيه «تخرج بيضاء من غير سوء» أي عيب «واضمم إليك جناحك» أي يديك المبسوطتين لتتقي بهما الحية كالخائف الفزع بإدخال اليمنى تحت العضد الأيسر واليسرى تحت الأيمن أو بإدخالهما في الجيب فيكون تكريرا لغرض آخر هو أن يكون ذلك في وجه العدو إظهار جراءة ومبدأ لظهور معجزة ويجوز ان يراد بالضم التجلد والثبات عند انقلاب العصا ثعبانا استعارة من حال الطائر فإنه إذا خاف نشر جناحيه وإذا أمن واطمأن ضمهما اليه «من الرهب» أي من أجل الرهب أي إذا عراك الخوف فافعل ذلك تجلدا وضبطا لنفسك وقريء بضم الراء وسكون الهاء وبضمهما والكل لغات «فذانك» إشارة إلى العصا واليد وقريء بتشديد النون فالمخفف مثنى ذاك والمشد مثنى ذلك «برهانان» حجتان نيرتان وبرهان فعلان لقولهم أبره الرجل إذا جاء بالبرهان من قولهم بره الرجل إذا ابيض ويقال
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283