وأخرج ابن مندة عن جزء بن الحدرجان قال: وفد أخي مقداد إلى النبي صلى الله عليه وسلم من اليمن فلقيته سرية النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم: أنا مؤمن فلم يقبلوا منه وقتلوه فبلغني ذلك فخرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت: * (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا) * [94] فأعطاني النبي صلى الله عليه وسلم دية أخي.
قوله تعالى: * (لا يستوي القاعدون) * [95] الآية. روى البخاري عن البراء قال: لما نزلت: * (لا يستوي القاعدون من المؤمنين) * قال النبي صلى الله عليه وسلم: أدع فلانا فجاء ومعه الدواة واللوح والكتف فقال اكتب: * (لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله) * وخلف النبي صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم فقال: يا رسول الله أنا ضرير فنزلت مكانها: * (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر) * [95]. وروى البخاري وغيره من حديث زيد بن ثابت والطبراني من حديث زيد بن أرقم وابن حبان من حديث الفلتان بن عاصم نحوه. وروى الترمذي نحوه من حديث ابن عباس وفيه قال عبد الله بن جحش وابن أم مكتوم إنا أعميان وقد سقت أحاديثهم في ترجمان القرآن وعند ابن جرير من طرق كثيرة مرسلة نحو ذلك.
قوله تعالى: * (إن الذين توفاهم) * [97] الآية. روى البخاري عن ابن عباس أن أناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأتي السهم يرمي به فيصيب أحدهم فيقتله أو يضرب فيقتل فأنزل الله: * (ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) * [97] وأخرجه ابن مردويه وسمى منهم في روايته قيس بن الوليد بن المغيرة وأبا قيس بن الفاكه بن المغيرة والوليد بن عتبة بن ربيعة وعمرو بن أمية بن سفيان وعلي ابن أمية بن خلف وذكر في شأنهم أنهم خرجوا إلى بدر فلما رأوا قلة المسلمين دخلهم شك وقالوا: غر هؤلاء دينهم فقتلوا ببدر. وأخرجه ابن أبي حاتم وزاد منهم الحرث بن زمعة بن الأسود والعاص بن منبه بن الحجاج.
واخرج الطبراني عن ابن عباس قال: كان قوم بمكة قد أسلموا فلما هاجر