مسنده عن البراء قال: كانت الأنصار إذا قدموا من سفر لم يدخل الرجل من قبل بابه فنزلت هذه الآية.
وأخرج عبد بن حميد عن قيس بن حبتر النهشلي قال: كانوا إذا أحرموا لم يأتوا بيتا من قبل بابه وكانت الحمس بخلاف ذلك فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا ثم خرج من بابه فأتبعه رجل يقال له رفاعة بن تابوت ولم يكن من الحمس فقالوا: يا رسول الله نافق رفاعة. فقال: ما حملك على ما صنعت؟
قال: تبعتك قال: إني من الحمس قال: فإن ديننا واحد فنزلت: * (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها) *.
قوله تعالى: * (وقاتلوا في سبيل الله) * [190] أخرج الواحدي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في صلح الحديبية وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صد عن البيت ثم صالحه المشركون على أن يرجع عامه القابل فلما كان العام القابل تجهز هو وأصحابه لعمرة القضاء وخافوا أن لا تفي قريش بذلك وأن يصدوهم عن المسجد الحرام ويقاتلوهم وكره أصحابه قتالهم في الشهر الحرام فأنزل الله ذلك.
وأخرج ابن جرير عن قتادة قال: أقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه معتمرين في ذي القعدة ومعهم الهدي حتى إذا كانوا بالحديبية صدهم المشركون وصالحهم النبي صلى الله عليه وسلم على أن يرجع من عامه ذلك ثم يرجع من العام المقبل فلما كان العام المقبل أقبل وأصحابه حتى دخلوا مكة معتمرين في ذي القعدة فأقام بها ثلاث ليال وكان المشركون قد فخروا عليه حين ردوه فأقصه الله منهم فأدخله مكة في ذلك الشهر الذي كانوا ردوه فيه فأنزل الله: * (الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص) * [194].
قوله تعالى: * (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) * [195]. روى البخاري عن حذيفة قال: نزلت هذه الآية في النفقة.
وأخرج أبو داود والترمذي وصححه ابن حيان والحاكم وغيرهم عن أبي