صهيب مهاجرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأتبعه نفر من قريش فنزل عن راحلته وانتشل ما في كنانته. ثم قال: يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرماكم رجلا وأيم الله لا تصلون إلي حتى أرمي كل سهم معي في كنانتي ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شئ ثم افعلوا ما شئتم وإن شئتم دللتكم على مالي بمكة وخليتم سبيلي.
قالوا: نعم فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال: ربح البيع أبا يحيى ربح أبي يحي ونزلت: * (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد) *.
واخرج الحاكم في المستدرك نحوه من طريق ابن المسيب عن صهيب موصولا وأخرج أيضا نحوه من مرسل عكرمة وأخرجه أيضا من طريق جاد بن سلمة عن ثابت عن أنس وفيه التصريح بنزول الآية وقال: صحيح على شرط مسلم.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال: نزلت في صهيب وأبي ذر وجندب ابن السكن أحد أهل أبي ذر.
قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا أدخلوا في السلم) * [208] الآية. أخرج ابن جرير عن عكرمة قال: قال عبد الله بن سلام وثعلبة وابن يامين وأسد وأسيد ابنا كعب وسعد بن عمرو وقيس بن زيد كلهم من يهود: يا رسول الله يوم السبت يوم نعظمه فدعنا فلنسبت فيه وإن التوراة كتاب الله دعنا فلنقم بها الليل فنزلت: * (يا أيها الذين آمنوا أدخلوا في السلم كافة) * الآية.
قوله تعالى: * (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة) * [214] الآية. قال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن قتادة قال: نزلت هذه الآية في يوم الأحزاب أصاب النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ بلاء وحصر.
قوله تعالى: * (يسألونك ماذا ينفقون) * [215] الآية. أخرج ابن جرير عن ابن جريج قال: سأل المؤمنون رسول الله صلى الله عليه وسلم أين يضعون أموالهم فنزلت:
* (يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير) * الآية.
وأخرج ابن المنذر عن أبي حيان أن عمرو بن الجموح سأل النبي صلى الله عليه وسلم ماذا ننفق من أموالنا وأين نضعها؟ فنزلت.