وقد حصر المشركون، وكانت لي وفرة فجعلت الهوام هذه تساقط على وجهي، فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أيؤذيك هوام رأسك؟ فأمره أن يحلق، قال: ونزلت هذه الآية: * (فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) *.
واخرج الواحدي من طريق عطاء عن ابن عباس قال: لما نزلنا الحديبية جاء كعب بن عجرة تنثر هوام رأسه على وجهه، فقال: يا رسول الله، هذا القمل قد أكلني، فأنزل الله في ذلك الموقف: * (فمن كان منكم مريضا) * الآية.
قوله تعالى: * (وتزودوا) * [197] الآية. روى البخاري وغيره عن ابن عباس قال: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون، ويقولون نحن متوكلون، فأنزل الله: * (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى [197] قوله تعالى: * (ليس عليكم جناح) *. [198] روى البخاري عن ابن عباس قال: كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية، فتأثموا أن يتجروا في الموسم، فسألوا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عن ذلك، فنزلت * (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) * في مواسم الحج.
وأخرج أحمد وابن أبي حاتم وابن جرير والحاكم وغيرهم من طرق عن أبي أمامة التيمي قال: قلت لابن عمر: إنا نكري فهل لنا من حج؟ فقال ابن عمر:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله عن الذي سألتني عنه، فلم يجبه حتى نزل عليه جبريل بهذه الآية: * (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) * فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أنتم حجاج.
قوله تعالى: * (ثم أفيضوا) * [199]. أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال:
كانت العرب تقف بعرفه، وكانت قريش تقف دون ذلك بالمزدلفة، فأنزل الله:
* (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس) *.
وأخرج ابن المنذر عن أسماء بنت أبي بكر قالت: كانت قريش يقفون