قتل تميم بن الحمام ببدر وفيه وفي غيره نزلت: * (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات) * الآية. قال أبو نعيم: اتفقوا على أنه عمير بن الحمام وأن السدي صحفه.
قوله تعالى: * (ان الصفا والمرة) * [158] الآية. أخرج الشيخان وغيرهما عن عروة عن عائشة قال: قلت أرأيت قول الله: * (ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما) * فما أرى على أحد شيئا أن لا يطوف بهما فقالت عائشة: بئسما قلت يا ابن أختي إنها لو كانت على ما أولتها عليه كانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما ولكنها إنما أنزلت لأن الأنصار قبل أن يسلموا كانوا يهلون لمناة الطاغية وكان من أهل لها يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة فسألوا عن ذلك رسول الله فقالوا: يا رسول الله انا كنا نتحرج أن نطوف بالصفا والمروة في الجاهلية فأنزل الله: * (ان الصفا والمروة من شعائر الله) * إلى قوله: * (فلا جناح عليه أن يطوف بهما) *.
وأخرج البخاري عن عاصم بن سليمان قال: سألت أنسا عن الصفا والمروة؟
قال: كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية فلما جاء الاسلام أمسكنا عنهما فأنزل الله:
* (ان الصفا والمروة من شعائر الله) *.
وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال: كانت الشياطين في الجاهلية تطوف الليل أجمع بين الصفا والمروة وكان بينهما أصنام لهم فلما جاء الاسلام قال المسلمون:
يا رسول الله لا نطوف بين الصفا والمروة فإنه شئ كنا نصنعه في الجاهلية فأنزل الله هذه الآية.
قوله تعالى: * (إن الذين يكتمون) * [159] الآية (ك) أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال: سأل معاذ بن جبل وسعد بن معاذ وخارجة بن زيد نفرا من أحبار يهود عن بعض ما في التوراة فكتموهم إياه وأبوا أن يخبروهم فأنزل الله فيهم: * (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى) * الآية.