المذكور أن قريشا منعوا النبي صلى الله علية وسلم الصلاة عند الكعبة في المسجد الحرام فأنزل الله: * (ومن أظلم ممن منع مساجد الله) * الآية.
وأخرج ابن جرير عن زيد قال: نزلت في المشركين حين صدوا رسول الله عن مكة يوم الحديبية.
قوله تعالى: * (ولله المشرق والمغرب) * [115] أخرج مسلم والترمذي والنسائي عن ابن عمر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على راحلته تطوعا أينما توجهت به وهو جاء من مكة إلى المدينة ثم قرأ ابن عمر: * (ولله المشرق والمغرب) * وقال في هذا نزلت هذه الآية.
وأخرج الحاكم عنه قال: أنزلت: * (فأينما تولوا فثم وجه الله) * [115] أن تصلي حيثما توجهت بك راحلتك في التطوع وقال صحيح على شرط مسلم هذا أصح ما ورد في الآية إسنادا وقد اعتمده جماعة لكنه ليس فيه تصريح بذكر السبب بل قال: أنزلت في كذا وقد تقدم ما فيه وقد ورد التصريح بسبب نزولها.
فأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة أمره الله أن يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود فاستقبلها بضعة عشر شهرا وكان يحب قبلة إبراهيم وكان يدعو الله وينظر إلى السماء فأنزل الله: * (فولوا وجوهكم شطره) * [144] فارتاب في ذلك اليهود قالوا ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. فأنزل الله * (قل لله المشرق والمغرب) * [142] وقال: * (فأينما تولوا فثم وجه الله) *.
إسناده قوي والمعنى أيضا يساعده فليعتمد.
وفي الآية روايات أخر ضعيفة فأخرج الترمذي وابن ماجة والدارقطني من طريق أشعث السمان عن عاصم بن عبد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر في ليلة مظلمة فلم ندر أين القبلة فصلى كل رجل منا على حياله فلما أصبحنا ذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت: