جوابها إلى قسمين متغايرين، ففصل حرف الشرط علامة لذلك، وإذا انفصلت لزم كتبه على الوقف، والشرطية الأخرى لا تنفصل، بل هي واحدة لإيجاد جوابها، فانفصال حرف الشرط علامة لذلك.
وكذلك: * (فإن لم يستجيبوا لك) * فرد في القصص ثابت النون، وفى هود:
* (فإن لم يستجيبوا لكم) * فرد بغير نون; أظهر حرف الشرط في الأول لأن جوابه المترتب عليه بالفاء هو * (فاعلم) * متعلق بشئ ملكوتي ظاهر، سفلى; وهو اتباعهم أهواءهم، وأخفى في الثاني لأن جوابه المترتب عليه بالفاء هو علم متعلق بشئ ملكوتي خفى، علوي وهو إنزال القرآن بالعلم والتوحيد.
ومن ذلك: " أن لن " كله مفصول إلا حرفان: * (ألن يجعل لكم موعدا) * في الكهف: * (ألن يجمع عظامه) * في القيامة سقطت النون منهما في الخط تنبيها على أن ما زعموا وحسبوا هو باطل في الوجود وحكم ما ليس بمعلوم نسبوه إلى الحي القيوم، فأدغم حرف توكيدهم الكاذب في حرف النفي السالب هو، بخلاف قوله: * (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا) *، فهؤلاء لم ينسبوا ذلك لفاعل; إذ ركب الفعل لما لم يسم فاعله، وأقيموا فيه مقام الفاعل، فعدم بعثهم تصوروه من أنفسهم، وحكموا به عليها توهما، فهو كاذب من حيث حكموا به على مستقبل الآخرة، ولكونه حقا بالنسبة إلى دار الدنيا الظاهرة ثبت التوكيد ظاهرا وأدغم في حرف النفي من حيث الفعل المستقبل الذي هو فيه كاذب.