دليل على أن الناس يدعون في الآخرة بأسمائهم وأسماء آبائهم، وهذا يرد على من قال: إنما يدعون بأسماء أمهاتهم لان في ذلك سترا على آبائهم. والله أعلم.
قوله تعالى: (فمن أوتى كتابه بيمينه) هذا يقوى قول من قال: " بإمامهم " بكتابهم.
ويقويه أيضا قوله: " وكل شئ أحصيناه في إمام مبين (1) ". (فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا) الفتيل الذي في شق النواة. وقد مضى في " النساء (2) ".
قوله تعالى:. من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا (72) قوله تعالى: (ومن كان في هذه أعمى) أي في الدنيا عن وإبصار الحق.
(فهو في الآخرة) (أعمى). وقال عكرمة: جاء نفر من أهل اليمين إلى ابن عباس فسألوه عن هذه الآية فقال: اقرؤوا ما قبلها " ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر (3) - إلى - تفضيلا ". قال ابن عباس: من كان في هذه النعم والآيات التي رأى أعمى فهو عن الآخرة التي لم يعاين أعمى وأضل سبيلا. وقيل: المعنى من عمى عن النعم التي أنعم الله بها عليه في الدنيا فهو عن نعم الآخرة أعمى. وقيل: المعنى من كان في الدنيا التي أمهل فيها وفسح له ووعد بقبول التوبة أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا. وقيل:
ومن كان في الدنيا أعمى عن حجج الله بعثه الله يوم القيامة أعمى، كما قال: " ونحشره يوم القيامة (4) أعمى " الآيات. وقال: " ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم ". وقيل: المعنى في قوله " فهو في الآخرة أعمى " في جميع الأقوال: أشد عمى، لأنه من عمى القلب، ولا يقال مثله في عمى العين. قال الخليل وسيبويه: لأنه خلقة بمنزلة