والكل أيضا الذي لا ولد له ولا والد. والكل العيال، والجمع الكلول، يقال منه: كل السكين كلا أي غلظت شفرته فلم يقطع. (أينما يوجهه لا يأت بخير) قرأ الجمهور " يوجهه " وهو خط المصحف، أي أينما يرسله صاحبه لا يأت بخير، لأنه لا يعرف ولا يفهم ما يقال له ولا يفهم عنه. وقرأ يحيى بن وثاب " أينما يوجه " على الفعل المجهول. (وروى (1) عن ابن مسعود) أيضا " توجه " على الخطاب. (هل يستوى هو ومن يأمر بالعدل. ه. على صراط مستقيم) أي هل يستوى هذا الأبكم ومن يأمر بالعدل وهو على الصراط المستقيم.
قوله تعالى: ولله غيب السماوات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شئ قدير (77) قوله تعالى: (ولله غيب السماوات والأرض) تقدم معناه (2) وهذا متصل بقوله:
" إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون " أي شرع التحليل والتحريم إنما يحسن ممن يحيط بالعواقب والمصالح وأنتم أيها المشركون لا تحيطون بها فلم تتحكمون. (وما أمر الساعة إلا كلمح البصر) وتجازون فيها بأعمالكم. والساعة هي الوقت الذي تقوم فيه القيامة، سميت ساعة لأنها تفجأ الناس في ساعة فيموت الخلق بصيحة. واللمح النظر بسرعة، يقال لمحه لمحا ولمحانا.
ووجه التأويل أن الساعة لما كانت آتية ولا بد جعلت من القرب كلمح البصر. وقال الزجاج:
لم يرد أن الساعة تأتى في لمح البصر، وإنما وصف سرعة القدرة على الاتيان بها، أي يقول للشئ كن فيكون. وقيل: إنما مثل بلمح البصر لأنه يلمح السماء مع ما هي عليه من البعد من الأرض. وقيل: هو تمثيل للقرب، كما يقول القائل: ما السنة إلا لحظة، وشبهه. وقيل:
المعنى هو عند الله كذلك لا عند المخلوقين، دليله قوله: " إنهم يرونه بعيدا. ونراه قريبا (3) ".
(أو هو أقرب) ليس " أو " للشك بل للتمثيل بأيهما أراد الممثل. وقيل: دخلت لشك المخاطب. وقيل: " أو " بمنزلة بل. (إن الله على كل شئ قدير) تقدم (4).