وتخلت (1) " وقال " وأخرجت الأرض أثقالها (2) " وهذا قول عطاء. (وحشرناهم) أي إلى الموقف. (فلم نغادر منهم أحدا) أي لم نترك، يقال: غادرت كذا أي تركته. قال عنترة:
غادرته متعفرا أوصاله * والقوم بين مجرح ومجدل أي تركته. والمغادرة الترك، ومنه الغدر، لأنه ترك الوفاء. وإنما سمى الغدير من الماء غديرا لان الماء ذهب وتركه. ومنه غدائر المرأة لأنها تجعلها خلفها. يقول: حشرنا برهم وفاجرهم وجنهم وإنسهم.
قوله تعالى: وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا (48) قوله تعالى: (وعرضوا على ربك صفا) " صفا " نصب على الحال. قال مقاتل:
يعرضون صفا بعد صف كالصفوف في الصلاة، كل أمة وزمرة صفا، لا أنهم صف واحد.
وقيل: جميعا، كقوله " ثم ائتوا صفا (3) " أي جميعا. وقيل قياما. وخرج الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن منده في كتاب التوحيد عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" إن الله تبارك وتعالى ينادى يوم القيامة بصوت رفيع غير فظيع يا عبادي أنا الله لا إله إلا أنا أرحم الراحمين وأحكم الحاكمين وأسرع الحاسبين يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون أحضروا حجتكم ويسروا جوابا فإنكم مسؤولون محاسبون. يا ملائكتي أقيموا عبادي صفوفا على أطراف أنامل أقدامهم للحساب ".
قلت: هذا الحديث غاية في البيان في تفسير الآية، ولم يذكره كثير من المفسرين، وقد كتبناه في كتاب التذكرة، ومنه نقلناه والحمد لله.
(لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة) أي يقال لهم: لقد جئتمونا حفاة عراة، لا مال معكم ولا ولدا. وقيل فرادى، دليله قوله " ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة (4) ".
وقد تقدم. وقال الزجاج: أي بعثناكم كما خلقناكم. (بل زعمتم) هذا خطاب لمنكري