بكتابه الذي كان يتلوه، فيدعى أهل التوراة بالتوراة، وأهل القرآن بالقرآن، فيقال: يأهل القرآن، ماذا عملتم، هل امتثلتم أوامره هل اجتنبتم نواهيه! وهكذا. وقال مجاهد: " بإمامهم " بنبيهم، والامام من يؤتم به. فيقال: هاتوا متبعي إبراهيم عليه السلام، هاتوا متبعي موسى عليه السلام، هاتوا متبعي الشيطان، هاتوا متبعي الأصنام. فيقوم أهل الحق فيأخذون كتابهم بأيمانهم، ويقوم أهل الباطل فيأخذون كتابهم بشمالهم. وقاله قتادة. وقال على رضي الله عنه:
بإمام عصرهم. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: " يوم ندعو كل أناس بإمامهم " فقال: " كل يدعى بإمام زمانهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم فيقول هاتوا متبعي إبراهيم هاتوا متبعي موسى هاتوا متبعي عيسى هاتوا متبعي محمد - عليهم أفضل الصلوات والسلام - فيقوم أهل الحق فيأخذون كتابهم بأيمانهم، ويقول: هاتوا متبعي الشيطان هاتوا متبعي رؤساء الضلالة إمام هدى وإمام ضلالة ". وقال الحسن وأبو العالية: " بإمامهم " أي بأعمالهم. وقاله ابن عباس.
فيقال: أين الراضون بالمقدور، أين الصابون عن المحذور. وقيل: بمذاهبهم، فيدعون بمن كانوا يأتمون به في الدنيا: يا حنفي، يا شافعي، يا معتزلي، يا قدري، ونحوه، فيتبعونه في خير أو شر أو على حق أو باطل، وهذا معنى قوله أبى عبيدة. وقد تقدم. وقال أبو هريرة:
يدعى أهل الصداقة من باب الصداقة، وأهل الجهاد من باب الجهاد...، الحديث بطوله.
أبو سهل: يقال أين فلان المصلى والصوام، وعكسه الدفاف (1) والنمام. وقال محمد بن كعب:
" بإمامهم " بأمهاتهم. وإمام جمع آم. قالت الحكماء: وفى ذلك ثلاثة أوجه من الحكمة، أحدها - لأجل عيسى. والثاني - إظهار لشرف الحسن والحسين. والثالث - لئلا يفتضح أولاد الزنى.
قلت: وفى هذا القول نظر، فإن في الحديث الصحيح عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيام يرفع لكل غادر لواء فيقال هذه غدرة فلان بن فلان " خرجه مسلم والبخاري. فقوله: " هذه غدرة فلان ابن فلان "