مخفوض، كما تخفض الأصوات وتنون، تقول: صه ومه. وفيه عشر لغات: أف، وإف، وأف، وأفا وأف، وأفه، وإف لك (بكسر الهمزة)، وأف (بضم الهمزة وتسكين الفاء)، وأفا (مخففة الفاء). وفى الحديث: " فألقى طرف ثوبه على أنفه ثم قال أف أف ". قال أبو بكر: معناه استقذار لما شم. وقال بعضهم: معنى أف الاحتقار والاستقلال، أخذ من آلاف وهو القليل. وقال القتبي: أصله نفخك الشئ يسقط عليك من رماد وتراب وغير ذلك، وللمكان تريد إماطة شئ لتقعد فيه، فقيلت هذه الكلمة لكل مستثقل. وقال أبو عمرو بن العلاء: آلاف وسخ بين الأظفار، والتف قلامتها. وقال الزجاج: معنى أف النتن. وقال الأصمعي:
آلاف وسخ الاذن، والتف وسخ الأظفار، فكثر استعماله حتى ذكر في كل ما يتأذى به. وروى من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لو علم الله من العقوق شيئا أردا من " أف " لذكره فليعمل البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار. وليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة ". قال علماؤنا: وإنما صارت قولة " أف " للأبوين أردأ شئ لأنه رفضهما رفض كفر النعمة، وجحد التربية ورد الوصية التي أوصاه في التنزيل. و " أف " كلمة مقولة لكل شئ مرفوض، ولذلك قال إبراهيم لقومه: " أف لكم ولما تعبدون من دون الله (1) " أي رفض لكم ولهذه الأصنام معكم.
الثالثة عشرة - قوله تعالى: (ولا تنهرهما) النهر: الزجر والغلظة. (وقل لهما قولا كريما) أي لينا لطيفا، مثل: يا أبتاه ويا أماه، من غير أن يسميهما ويكنيهما، قال عطاء.
وقال ابن البداح (3) التجيبي: قلت لسعيد بن المسيب كل ما في القرآن من بر الوالدين قد عرفته إلا قوله: " وقل لهما قولا كريما " ما هذا القول الكريم؟ قال ابن المسيب: قول العبد المذنب السيد الفظ الغليظ.
الرابعة عشرة - قوله تعالى: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) هذه استعارة في الشفقة والرحمة بهما والتذلل لهما تذلل الرعية للأمير والعبيد للسادة، كما أشار إليه سعيد بن