انقسمت الحرورية اثنتي عشرة (1) فرقة، فأولهم الأزرقية - قالوا: لا نعلم أحدا مؤمنا، وكفروا أهل القبلة إلا من دان بقولهم. والأباضية - قالوا: من أخذ بقولنا فهو مؤمن، ومن أعرض عنه فهو منافق (2). والثعلبية - قالوا: إن الله عز وجل لم يقض ولم يقدر.
والخازمية - قالوا: لا ندري ما الايمان، والخلق كلهم معذورون. والخلفية - زعموا أن من ترك الجهاد من ذكر أو أنثى كفر. والكوزية (3) - قالوا: ليس لأحد أن يمس أحدا، لأنه لا يعرف الطاهر من النجس ولا أن يؤاكله حتى يتوب ويغتسل. والكنزية - قالوا:
لا يسع أحدا أن يعطي ماله أحدا، لأنه ربما لم يكن مستحقا بل يكنزه في الأرض حتى يظهر أهل الحق. والشمراخية - قالوا: لا بأس بمس النساء الأجانب لأنهن (4) رياحين.
والأخنسية - قالوا: لا يلحق الميت بعد موته خير ولا شر. والحكمية - قالوا: من حاكم إلى مخلوق فهو كافر. والمعتزلة (5) - قالوا: اشتبه علينا أمر علي ومعاوية فنحن نتبرأ من الفريقين. والميمونية - قالوا: لا إمام إلا برضا أهل محبتنا.
وانقسمت القدرية اثنتي عشرة فرقة: الأحمرية - وهي التي زعمت أن في شرط العدل من الله أن يملك عباده أمورهم، ويحول بينهم وبين معاصيهم. والثنوية - وهي التي زعمت أن الخير من الله والشر من الشيطان. والمعتزلة (5) - وهم الذين قالوا بخلق القرآن وجحدوا [صفات] (6) الربوبية. والكيسانية وهم الذين قالوا: لا ندري هذه الأفعال من الله أو من العباد، ولا نعلم أثياب؟ الناس بعد أو يعاقبون. والشيطانية - قالوا: إن الله تعالى لم يخلق الشيطان. والشريكية - قالوا: إن السيئات كلها مقدرة إلا الكفر. والوهمية - قالوا: ليس لافعال الخلق وكلامهم ذات، ولا للحسنة والسيئة ذات. والزبرية (7) - قالوا:
كل كتاب نزل من عند الله فالعمل به حق، ناسخا كان أو منسوخا. والمسعدية (8) - زعموا