قلت: وهذا ليس بشئ، لما تقدم بيانه من الاعراب، ولصحة القراءة وثبوتها نقلا.
وقرأ يحيى بن وثاب " إنما نملي لهم " بكسر إن فيهما جميعا. قال أبو جعفر: وقراءة يحيي حسنة. كما تقول: حسبت عمرا أبوه خالد. قال أبو حاتم وسمعت الأخفش يذكر كسر " إن " يحتج به لأهل القدر، لأنه كان منهم. ويجعل على التقديم والتأخير " ولا يحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم ليزدادوا إثما إنما نملي لهم خير لأنفسهم ". قال: ورأيت في مصحف في المسجد الجامع قد زادوا فيه حرفا فصار " إنما نملي لهم إيمانا " فنظر إليه يعقوب القارئ فتبين اللحن فحكه. والآية نص في بطلان مذهب القدرية، لأنه أخبر أنه يطيل أعمارهم ليزدادوا الكفر بعمل المعاصي، وتوالي أمثاله على القلب. كما تقدم بيانه في ضده وهو الايمان.
وعن ابن عباس قال: ما من بر ولا فاجر إلا والموت خير له ثم تلا " إنما نملي لهم ليزدادوا إثما " وتلا " وما عند الله خير للأبرار " أخرجه رزين.
قوله تعالى: ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فأمنوا بالله ورسوله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم (179) قال أبو العالية: سأل المؤمنون أن يعطوا علامة يفرقون بها بين المؤمن والمنافق، فأنزل الله عز وجل (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه) الآية. واختلفوا من المخاطب بالآية على أقوال. فقال ابن عباس والضحاك ومقاتل والكلبي وأكثر المفسرين: الخطاب للكفار والمنافقين. أي ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه من الكفر والنفاق وعداوة النبي صلى الله عليه وسلم. قال الكلبي: إن قريشا من أهل مكة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: الرجل منا تزعم أنه في النار، وأنه إذا ترك ديننا واتبع دينك قلت هو من أهل الجنة! فأخبرنا عن هذا من أين هو؟ وأخبرنا من يأتيك منا؟ ومن لم يأتك؟. فأنزل الله عز وجل " ما كان الله ليذر