الجامع لاحكام القرآن لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي الجزء الجزء الرابع أعاد طبعه دار احياء التراث العربي بيروت - لبنان 1405 ه 1985 م بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى: ألم (1) الله لا إله إلا هو الحي القيوم (2) فيه خمس مسائل الأولى - قوله: (ألم. الله لا إله إلا هو الحي القيوم) هذه السورة مدنية بإجماع.
وحكى النقاش أن اسمها في التوراة طيبة، وقرأ الحسن وعمرو بن عبيد وعاصم بن أبي النجود وأبو جعفر الرؤاسي (1) " ألم. ألله " بقطع ألف الوصل، على تقدير الوقف على " ألم " كما يقدرون الوقف على أسماء الاعداد في نحو واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، وهم واصلون.
قال الأخفش سعيد: ويجوز " ألم الله " بكسر الميم لالتقاء الساكنين. قال الزجاج: هذا خطأ، ولا تقوله العرب لثقله. قال النحاس: القراءة [الأولى] (2) قراءة العامة، وقد تكلم فيها النحويون القدماء، فمذهب سيبويه أن الميم فتحت لالتقاء الساكنين، واختاروا لها الفتح لئلا يجمع بين كسرة وياء وكسرة قبلها. وقال الكسائي: حروف التهجي إذا لقيتها ألف وصل فحذفت ألف الوصل حركتها بحركة الألف فقلت: ألم الله، والم أذكر، والم اقتربت. وقال الفراء: الأصل " ألم ألله " كما قرأ الرؤاسي فألقيت حركة الهمزة على الميم.
وقرأ عمر بن الخطاب " الحي القيام ". وقال خارجة: في مصحف عبد الله " الحي القيم ".
وقد تقدم ما للعلماء [من آراء] (3) في الحروف التي في أوائل السور في أول " البقرة " (4). ومن حيث جاء في هذه السورة: " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " جملة قائمة بنفسها فتتصور تلك الأقوال كلها.