أعطي رجالا وأدع من هو أحب إلي منهم، لا أعطيه شيئا مخافة أن يكبوا في النار على وجوههم.
24609 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا قال: لم يصدقوا إيمانهم بأعمالهم، فرد الله ذلك عليهم قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا، وأخبرهم أن المؤمنين الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا، وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، أولئك هم الصادقون، صدقوا إيمانهم بأعمالهم فمن قال منهم: أنا مؤمن فقد صدق قال: وأما من انتحل الايمان بالكلام ولم يعمل فقد كذب، وليس بصادق.
24610 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم ولكن قولوا أسلمنا قال: هو الاسلام.
وقال آخرون: إنما أمر النبي (ص) بقيل ذلك لهم، لأنهم أرادوا أن يتسموا بأسماء المهاجرين قبل أن يهاجروا، فأعلمهم الله أن لهم أسماء الاعراب، لا أسماء المهاجرين.
ذكر من قال ذلك:
24611 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثنى أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: قالت الاعراب آمنا... الآية، وذلك أنهم أرادوا أن يتسموا باسم الهجرة، ولا يتسموا بأسمائهم التي سماهم الله، وكان ذلك في أول الهجرة قبل أن تنزل المواريث لهم.
وقال آخرون: قيل لهم ذلك لأنهم منوا على رسول الله (ص) بإسلامهم، فقال الله لنبيه (ص): قل لهم لم تؤمنوا، ولكن استسلمتم خوف السباء والقتل. ذكر من قال ذلك:
24612 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولعمري ما عمت هذه الآية الاعراب، إن من الاعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر، ولكن إنما أنزلت في حي من أحياء الاعراب امتنوا بإسلامهم على نبي الله (ص)، فقالوا: أسلمنا، ولم نقاتلك، كما قاتلك بنو فلان وبنو فلان، فقال الله: لا تقولوا آمنا، ولكن قولوا أسلمنا حتى بلغ في قلوبكم.