التوراة يعني السيما في الوجوه مثلهم في التوراة، وليس بمثلهم في الإنجيل، ثم قال عز وجل: ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه... الآية، هذا مثلهم في الإنجيل.
24494 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه.
24495 - حدثنا عمرو بن عبد الحميد، قال: ثنا مروان بن معاوية، عن جويبر، عن الضحاك في قول الله: محمد رسول الله والذين معه... الآية، قال: هذا مثلهم في التوراة، ومثل آخر في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره الآية.
وقال آخرون: هذان المثلان في التوراة والإنجيل مثلهم. ذكر من قال ذلك:
24496 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ذلك مثلهم في التوراة والإنجيل واحد.
وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: مثلهم في التوراة، غير مثلهم في الإنجيل، وإن الخبر عن مثلهم في التوراة متناه عند قوله: ذلك مثلهم في التوراة وذلك أن القول لو كان كما قال مجاهد من أن مثلهم في التوراة والإنجيل واحد، لكان التنزيل:
ومثلهم في الإنجيل، وكزرع أخرج شطأه، فكان تمثيلهم بالزرع معطوفا على قوله:
سيماهم في وجوههم من أثر السجود حتى يكون ذلك خبرا عن أن ذلك مثلهم في التوراة والإنجيل، وفي مجئ الكلام بغير واو في قوله: كزرع دليل بين على صحة ما قلنا، وأن قولهم ومثلهم في الإنجيل خبر مبتدأ عن صفتهم التي هي في الإنجيل دون ما في التوراة منها. وبنحو الذي قلنا في قوله أخرج شطأه قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
24497 - حدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي، قال: ثنا أبي، عن أبيه، عن جده، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: بينا عبد الله يقرئ رجلا عند غروب الشمس، إذ مر بهذه الآية كزرع أخرج شطأه قال: أنتم الزرع، وقد دنا حصادكم.
24498 - قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، عن حميد الطويل، قال:
قرأ أنس بن مالك: كزرع أخرج شطأه فآزره قال: تدرون ما شطأه؟ قال: نباته.