وما له منهم من ظهير يقول: وما لله من الآلهة التي يدعون من دونه معين على خلق شئ من ذلك، ولا على حفظه، إذ لم يكن لها ملك شئ منه مشاعا ولا مقسوما، فيقال: هو لك شريك من أجل أنه أعان وإن لم يكن له ملك شئ منه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
22031 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك يقول: ما لله من شريك في السماء ولا في الأرض وما له منهم من الذين يدعون من دون الله من ظهير من عون بشئ. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربك قالوا الحق وهو العلي الكبير) *.
يقول تعالى ذكره: ولا تنفع شفاعة شافع كائن من كان الشافع لمن شفع له، إلا أن يشفع لمن أذن الله في الشفاعة. يقول تعالى: فإذا كانت الشفاعات لا تنفع عند الله أحدا إلا لمن أذن الله في الشفاعة له، والله لا يأذن لاحد من أوليائه في الشفاعة لاحد من الكفرة به، وأنتم أهل كفر به أيها المشركون، فكيف تعبدون من تعبدونه من دون الله زعما منكم أنكم تعبدونه، ليقربكم إلى الله زلفى، وليشفع لكم عند ربكم فمن إذ كان هذا معنى الكلام التي في قوله إلا لمن أذن له: المشفوع له.
واختلفت القراء في قراءة قوله: أذن له فقرأ ذلك عامة القراء بضم الألف من أذن له على وجه ما لم يسم فاعله. وقرأه بعض الكوفيين: أذن له على اختلاف أيضا عنه فيه، بمعنى أذن الله له.
وقوله: حتى إذا فزع عن قلوبهم يقول: حتى إذا جلي عن قلوبهم، وكشف عنها الفزع وذهب.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
22032 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: حتى إذا فزع عن قلوبهم يعني: جلي.
22033 حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني