سجدا فلما أتي عليهم جبرائيل بالرسالة رفعوا رؤوسهم، فقالوا: ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير وهذا قول الملائكة.
22042 حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله حتى إذا فزع عن قلوبهم... إلى وهو العلي الكبير قال: لما أوحي الله تعالى ذكره إلى محمد (ص) دعا الرسول من الملائكة، فبعث بالوحي، سمعت الملائكة صوت الجبار يتكلم بالوحي فلما كشف عن قلوبهم سألوا عما قال الله، فقالوا: الحق، وعلموا أن الله لا يقول إلا حقا، وأنه منجز ما وعد. قال ابن عباس: وصوت الوحي كصوت الحديد على الصفا فلما سمعوه خروا سجدا فلما رفعوا رؤوسهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير ثم أمر الله نبيه أن يسأل الناس قل من يرزقكم من السماوات... إلى قوله: في ضلال مبين.
22043 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو عامر، قال: ثنا قرة، عن عبد الله بن القاسم، في قوله: حتى إذا فزع عن قلوبهم... الآية، قال: الوحي ينزل من السماء، فإذا قضاه قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير.
22044 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن عبد الله، في قوله: حتى إذا فزع عن قلوبهم قال: إن الوحي إذا قضى في زوايا السماء، قال: مثل وقع الفولاذ على الصخرة، قال: فيشفقون، لا يدرون ما حدث، فيفزعون، فإذا مرت بهم الرسل قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير.
وقال آخرون ممن قال: الموصوفون بذلك الملائكة: إنما يفزع عن قلوبهم فزعهم من قضاء الله الذي يقضيه حذرا أن يكون ذلك قيام الساعة. ذكر من قال ذلك:
22045 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم... الآية، قال: يوحي الله إلى جبرائيل، فتفرق الملائكة، أو تفزع مخافة أن يكون شئ من أمر الساعة، فإذا جلي عن قلوبهم، وعلموا أنه ليس ذلك من أمر الساعة قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير.
وقال آخرون: بل ذلك من فعل ملائكة السماوات إذا مرت بها المعقبات فزعا أن يكون حدث أمر الساعة. ذكر من قال ذلك:
22046 حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: