21875 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة لنغرينك بهم:
أي لنحملنك عليهم لنحرشنك بهم.
قوله: ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا يقول: ثم لننفينهم عن مدينتك فلا يسكنون معك فيها إلا قليلا من المدة والأجل، حتى تنفيهم عنها، فنخرجهم منها، كما:
21876 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا أي بالمدينة.
وقوله: ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا يقول تعالى ذكره: مطرودين منفيين أينما ثقفوا يقول: حيثما لقوا من الأرض أخذوا وقتلوا لكفرهم بالله تقتيلا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
21877 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ملعونين على كل حال أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا إذا هم أظهروا النفاق.
ونصب قوله: ملعونين على الشتم، وقد يجوز أن يكون القليل من صفة الملعونين، فيكون قوله ملعونين مردودا على القليل، فيكون معناه: ثم لا يجاورونك فيها إلا أقلاء ملعونين يقتلون حيث أصيبوا. القول في تأويل قوله تعالى:
* (سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا) *.
يقول تعالى ذكره: سنة الله في الذين خلوا من قبل هؤلاء المنافقين الذين في مدينة رسول الله (ص) معه ضرباء هؤلاء المنافقين، إذا هم أظهروا نفاقهم أن يقتلهم تقتيلا، ويلعنهم لعنا كثيرا. وبنحو الذي قولنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
21878 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: سنة الله في الذين خلوا من قبل... الآية، يقول: هكذا سنة الله فيهم إذا أظهروا النفاق.
وقوله: ولن تجد لسنة الله تبديلا يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): ولن تجد يا محمد لسنة الله التي سنها في خلقه تغييرا، فأيقن أنه غير مغير في هؤلاء المنافقين سنته.
القول في تأويل قوله تعالى:
* (يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا) *.