متصلة باليمن، كان بعضها ينظر إلى بعض، فبطروا ذلك، وقالوا: ربنا باعد بين أسفارنا، قال: فأرسل الله عليهم سيل العرم، وجعل طعامهم أثلا وخمطا وشيئا من سدر قليل.
22019 حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم قال: فإنهم بطروا عيشهم، وقالوا: لو كان جنى جناتنا أبعد مما هي كان أجدر أن نشتهيه، فمزقوا بين الشأم وسبأ، وبدلوا بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل، وشئ من سدر قليل.
22020 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا بطر القوم نعمة الله، وغمطوا كرامة الله، قال الله وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث.
22021 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا حتى نبيت في الفلوات والصحاري فظلموا أنفسهم.
وقوله فظلموا أنفسهم وكان ظلمهم إياها عملهم بما يسخط الله عليهم من معاصيه، مما يوجب لهم عقاب الله فجعلناهم أحاديث يقول: صيرناهم أحاديث للناس يضربون بهم المثل في السب، فيقال: تفرق القوم أيادي سبا، وأيدي سبا، إذا تفرقوا وتقطعوا.
وقوله ومزقناهم كل ممزق يقول: وقطعناهم في البلاد كل مقطع، كما:
22022 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق قال قتادة: قال عامر الشعبي: أما غسان فقد لحقوا بالشأم، وأما الأنصار فلحقوا بيثرب، وأما خزاعة فلحقوا بتهامة، وأما الأزد فلحقوا بعمان.
22023 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: يزعمون أن عمران بن عامر، وهو عم القوم كان كاهنا، فرأى في كهانته أن قومه سيمزقون ويتباعدون، فقال لهم: إني قد علمت أنكم ستمزقون، فمن كان منكم ذا هم بعيد، وجمل شديد، ومزاد جديد، فليلحق بكأس أو كرود، قال: فكانت وادعة بن عمرو ومن كان منكم ذا هم مدن، وأمرد عن، فليلحق بأرض شن، فكانت عوف بن عمرو، وهم الذين يقال لهم بارق ومن كان منكم يريد عيشا آينا، وحرما آمنا، فليلحق بالأرزين، فكانت خزاعة ومن كان يريد الراسيات في الوحل، المطعمات في المحل، فليلحق بيثرب ذات النخل، فكانت الأوس