قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب، فقرأ: بل نقذف بالحق على الباطل...
إلى قوله ولكم الويل مما تصفون قال: يزهق الله الباطل، ويثبت الله الحق الذي دمغ به الباطل، يدمغ بالحق على الباطل، فيهلك الباطل ويثبت الحق، فذلك قوله قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب.] القول في تأويل قوله تعالى:
* (قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي إنه سميع قريب) *.
يقول تعالى ذكره: قل يا محمد لقومك: إن ضللت عن الهدى، فسلكت غير طريق الحق، فإنما ضلالي عن الصواب على نفسي، يقول: فإن ضلالي عن الهدى على نفسي ضره وإن اهتديت يقول: وإن استقمت على الحق فيما يوحي إلي ربي يقول:
فبوحي الله الذي يوحي إلي، وتوفيقه للاستقامة على محجة الحق وطريق الهدى.
وقوله: إنه سميع قريب يقول: إن ربي سميع لما أقول لكم، حافظ له، وهو المجازي لي على صدقي في ذلك، وذلك مني غير بعيد، فيتعذر عليه سماع ما أقول لكم، وما تقولون، وما يقوله غيرنا، ولكنه قريب من كل متكلم يسمع كل ما ينطق به، أقرب إليه من حبل الوريد.] القول في تأويل قوله تعالى:
* (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب) *.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): ولو ترى يا محمد إذ فزعوا.
واختلف أهل التأويل في المعنيين بهذه الآية، فقال بعضهم: عني بها هؤلاء المشركون الذين وصفهم تعالى ذكره بقوله: وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قالوا ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم قال: وعني بقوله: إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب عند نزول نقمة الله بهم في الدنيا. ذكر من قال ذلك:
22078 حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت... إلى آخر الآية، قال:
هذا من عذاب الدنيا.
22079 حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: