* (هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا) *.
يقول تعالى ذكره: الله الذي جعلكم أيها الناس خلائف في الأرض من بعد عاد وثمود، ومن مضى من قبلكم من الأمم فجعلكم تخلفونهم في ديارهم ومساكنهم، كما:
22209 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: هو الذي جعلكم خلائف في الأرض أمة بعد أمة، وقرنا بعد قرن.
وقوله: فمن كفر فعليه كفره يقول تعالى ذكره: فمن كفر بالله منكم أيها الناس، فعلى نفسه ضر كفره، لا يضر بذلك غير نفسه، لأنه المعاقب عليه دون غيره. وقوله: ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا يقول تعالى: ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا بعدا من رحمة الله ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا يقول: ولا يزيد الكافرين كفرهم بالله إلا هلاكا. القول في تأويل قوله تعالى:
* (قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات أم آتيناهم كتابا فهم على بينة منه بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا) *.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): قل يا محمد لمشركي قومك أرأيتم أيها القوم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض يقول: أروني أي شئ خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات يقول: أم لشركائكم شرك مع الله في السماوات، إن لم يكونوا خلقوا من الأرض شيئا أم آتيناهم كتابا فهم على بينة منه يقول:
أم آتينا هؤلاء المشركين كتابا أنزلناه عليهم من السماء بأن يشركوا بالله الأوثان والأصنام، فهم على بينة منه، فهم على برهان مما أمرتهم فيه من الاشراك بي. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
22210 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني ماذا خلق من الأرض لا شئ والله خلقوا منها أم لهم شرك في السماوات لا والله ما لهم فيها شرك أم آتيناهم كتابا فهم على بينة منه،