الفعل بعد الجارية، والفعل في الوجهين لكم لا للجارية. وذكر لفراء أن بعض العرب أنشده:
أيا أم عمرو من يكن عقر داره * جواء عدي يأكل الحشرات ويسود من لفح السموم جبينه * ويعرو إن كان ذوي بكرات فقال: وإن كانوا، ولم يقل: وإن كان، وهو لمن، فرده على المعنى. وأما أهل الكوفة، فقرأت ذلك عامة قرائها: ويعمل بالياء عطفا على يقنت، إذ كان الجميع على قراءة الياء.
والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان مشهورتان، ولغتان معروفتان في كلام العرب، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب وذلك أن العرب ترد خبر من أحيانا على لفظها، فتوحد وتذكر، وأحيانا على معناها كما قال جل ثناؤه: ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون ومنهم من ينظر إليك فجمع مرة للمعنى، ووحد أخرى للفظ. القول في تأويل قوله تعالى:
* (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهير ا) * يقول تعالى ذكره لأزواج رسول الله (ص): يا نساء النبي لستن كأحد من النساء من نساء هذه الأمة إن اتقيتن الله فأطعتنه فيما أمركن ونهاكن، كما:
21712 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: يا نساء النبي لستن كأحد من النساء يعني من نساء هذه الأمة.