21766 حدثني محمد بن عمارة، قال: ثنا علي بن قادم، قال: ثنا سفيان، عن نسير بن ذعلوق، عن علي بن الحسين في قوله: ما كان محمد أبا أحد من رجالكم قال:
نزلت في زيد بن حارثة.
والنصب في رسول الله (ص) بمعنى تكرير كان رسول الله (ص)، والرفع بمعنى الاستئناف، ولكن هو رسول الله، والقراءة النصب عندنا.
واختلفت القراء في قراءة قوله: وخاتم النبيين فقرأ ذلك قراء الأمصار سوى الحسن وعاصم بكسر التاء من خاتم النبيين، بمعنى أنه ختم النبيين. ذكر أن ذلك في قراءة عبد الله: ولكن نبيا ختم النبيين فذلك دليل على صحة قراءة من قرأه بكسر التاء، بمعنى أنه الذي ختم الأنبياء (ص) وعليهم وقرأ ذلك فيما يذكر الحسن وعاصم: خاتم النبيين بفتح التاء، بمعنى أنه آخر النبيين، كما قرأ: مختوم خاتمه مسك بمعنى: آخره مسك من قرأ ذلك كذلك. القول في تأويل قوله تعالى:
* (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما) *.
يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله اذكروا الله بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم ذكرا كثيرا، فلا تخلو أبدانكم من ذكره في حال من أحوال طاقتكم ذلك وسبحوه بكرة وأصيلا يقول: صلوا له غدوة صلاة الصبح، وعشيا صلاة العصر.
وقوله: هو الذي يصلي عليكم وملائكته يقول تعالى ذكره: ربكم الذي تذكرونه الذكر الكثير، وتسبحونه بكرة وأصيلا، إذا أنتم فعلتم ذلك، الذي يرحمكم، ويثني عليكم هو، ويدعو لكم ملائكته. وقيل: إن معنى قوله: يصلي عليكم وملائكته يشيع عنكم الذكر الجميل في عباد الله. وقوله: ليخرجكم من الظلمات إلى النور يقول: تدعو ملائكة الله لكم، فيخرجكم الله من الضلالة إلى الهدى، ومن الكفر إلى الاسلام. وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
21767 حدثنا علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، في قوله: اذكروا الله ذكرا كثيرا يقول: لا يفرض على عباده فريضة إلا جعل لها حدا معلوما، ثم عذر أهلها في حال عذر، غير الذكر، فإن الله لم يجعل له حدا ينتهي إليه