وبعد اليوم لا ينفع.
" الأشراط " جمع (شرط)، وهي العلامة، وعلى هذا فإن أشراط الساعة إشارة إلى علامات اقتراب القيامة.
وللمفسرين أقوال كثيرة حول المراد من علامات اقتراب القيامة هنا، حتى كتبت رسائل مختصرة ومفصلة، في هذا الباب. إلا أن الكثير يعتقدون أن المراد من " أشراط الساعة " في الآية - مورد البحث - هو ظهور شخص النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويشهد لذلك الحديث المروي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " بعثت أنا والساعة كهاتين " وضم إصبعيه السبابة والوسطى (1).
وعد البعض مسألة " شق القمر "، وقسما آخر من حوادث عصر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أشراط الساعة أيضا.
لقد وردت أحاديث عديدة في هذا الباب، وقد اعتبرت شيوع كثير من المعاصي بين الناس بالذات من علامات اقتراب القيامة، كالحديث الذي يرويه " الفتال النيسابوري " (ره) في روضة الواعظين، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويشرب الخمر، ويفشو الزنا " (2).
بل، حتى الحوادث المهمة والمؤثرة، كقيام المهدي - أرواحنا له الفداء - عدت من أشراط الساعة.
لكن ينبغي أن نذكر أننا نبحث تارة في أشراط الساعة بصورة مطلقة، فنسأل: ما هي علامات اقتراب القيامة؟ وأخرى نبحث في مورد خصوص الآية. والمطلب في مورد الآية هو ما قلناه. وأما حول علامات اقتراب القيامة بصورة مطلقة فقد وردت بحوث وروايات كثيرة في الكتب الإسلامية المعروفة، وسنشير إليها فيما يأتي (3).