أخلصهم الله لنفسه وأزال عنهم الشوائب ليجعلهم خالصين، ولهذا فإنهم يمتلكون الحصانة الكاملة تجاه الانحرافات والزلل.
والشيطان عاجز وآيس من النفوذ إلى داخلهم، إذ قطع عليه الطريق المؤدي إليهم منذ اليوم الأول، واعترف هو بعجزه هذا.
كذلك فإن فتن المجتمع الذي يعيشون فيه ووساوس الغاوين، إضافة إلى وجود المتبعين لنهج آبائهم وأجدادهم الأولين، والثقافة الخاطئة والطاغوتية، لا تؤثر أبدا على عباد الله المخلصين ولا تحرفهم عن مسيرتهم.
حقيقة الأمر، أن هذه الآية هي خطاب اطمئنان لمؤمني مكة المقاومين والصامدين في ذلك الوقت، وإنها دعوة لمسلمي عالم اليوم الملئ بالفتن، تدعوهم إلى الانفصال عن صفوف أعداء الله والانضمام إلى عباد الله المخلصين.
* * *