الآية الأخيرة في بحثنا تناولت السبب الرئيسي الذي أدى إلى دخول أولئك إلى جهنم ونيلهم العذاب الأليم والشديد هناك، تناولته في آيتين قصيرتين مليئتين بالمعاني والحقائق إنهم ألفوا آباءهم ضالين.
وإنهم كانوا يسرعون على آثارهم ومن دون أي إرادة فهو على آثارهم يهرعون.
والملاحظ هنا أن لفظة (يهرعون) جاءت بصيغة المبني للمجهول، وهي من مادة (هرع) أي أسرع، وهي إشارة إلى أنهم كانوا يقلدون آباءهم قلبا ودينا وإنهم كانوا يحثون الخطى على آثارهم إلى درجة كأنهم يسارعون في ذلك من دون أي إرادة واختيار، وإشارة أخرى إلى تعصبهم وتمسكهم بالخرافات التي كان أجدادهم الضالون يعتقدون بها.
* * *