المجودين من محققي زماننا في النحو. فإنه قال: قال عثمان - يعني ابن جني - العامل في (إذا وقعت) قوله (إذا رجت). وهذا خطأ فاحش. فأصحاب الميمنة:
رفع بالابتداء والتقدير فأصحاب الميمنة ما هم أي: أي شئ هم. وأصحاب المشئمة أي: أي شئ هم. وهذه اللفظة مجراة مجرى التعجب. ومتكئين ومتقابلين: نصب على الحال.
المعى: (إذا وقعت الواقعة) أي إذا قامت القيامة عن ابن عباس. والواقعة:
اسم القيامة كالأزفة وغيرها. والمعنى: إذا حدثت الحادثة، وهي الصيحة عند النفخة الأخيرة، لقيام الساعة. وقيل: سميت بها لكثرة ما يقع فيها من الشدة، أو لشدة وقعها، وتقديره: اذكروا إذا وقعت الواقعة. وهذا حث على الاستعداد لها (ليس لوقعتها كاذبة) أي ليس لمجيئها وظهورها كذب، ومعناه: إنها تقع صدقا وحقا، فليس فيها ولا في الإخبار عنها ووقوعها كذب. وقيل: معناه ليس لوقوعها قضية كاذبة أي: ثبت وقوعها بالسمع والعقل.
(خافضة رافعة) أي تخفض ناسا، وترفع آخرين، عن ابن عباس. وقيل:
تخفض أقواما إلى النار وترفع أقواما إلى الجنة، عن الحسن والجبائي. والمعنى الجامع للقولين أنها تخفض رجالا كانوا في الدنيا مرتفعين، وتجعلهم أذلة بإدخالهم النار، وترفع رجالا كانوا في الدنيا أذلة، وتجعلهم أعزة بإدخالهم الجنة. (إذا رجت الأرض رجا) أي حركت حركة شديدة. وقيل: زلزلت زلزالا شديدا، عن ابن عباس وقتادة ومجاهد. أي: رجفت بإماتة من على ظهرها من الأحياء. وقيل: معناه رجت بما فيها كما يرج الغربال بما فيه، فيكون المراد ترج باخراج من في بطنها من الموتى. (وبست الجبال بسا) أي فتت (1) فتا، عن ابن عباس ومجاهد ومقاتل.
وقيل: معناه كسرت كسرا، عن السدي (2)، عن سعيد بن المسيب. وقيل: قلعت من أصلها، عن الحسن. وقيل: سيرت عن وجه الأرض تسييرا، عن الكلبي.
وقيل: بسطت بسطا كالرمل والتراب، عن ابن عطية. وقيل: جعلت كثيبا مهيلا بعد أن كانت شامخة طويلة، عن ابن كيسان.
(فكانت هباء منبثا) أي غبارا متفرقا كالذي يرى في شعاع الشمس إذا دخل من